ترهيب المنظمات الإغاثية سياسة حوثية لتعذيب الأبرياء
تعددت التقارير الحقوقية والدولية التي تشير إلى صعوبة وصول المنظمات الإغاثية الدولية إلى المواطنين الأبرياء في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، وهو ما يبرهن على أن هناك سياسة ممنهجة ترتكبها العناصر المدعومة من إيران ضد آلاف المحتاجين لتعذيبهم وإرغامهم على التودد إليها طلبا للمساعدة، وهو ما يقلص فرص مواجهتها شعبيا على الأرض.
ترفض المليشيات الحوثية التنسيق مع الهيئات الدولية الداعمة للتعرف على الأماكن التي بحاجة إلى المساعدات، بل إنها لا تكتفي بذلك فحسب إذ أنها تقوم بسرقة المساعدات التي تقع تحت يدها بحجة عدم الحصول على التصاريح اللازمة لتقديم المساعدات، فيما يكون هدفها الأساسي استغلال المواد الغذائية وغيرها من المستلزمات الضرورية للمواطنين من أجل بيعها في السوق السوداء والتربح من ورائها.
تتعامل المليشيات الحوثية ومن خلفها إيران مع المساعدات الإنسانية على أنها اختراق أمني لمناطق حضورها وترفض إعطاء بيانات المواطنين إلى الهيئات الإغاثية التي يكون هدفها إنسانيا بالأساس وهو ما كان دافعا لانسحاب عدد كبير من المؤسسات العاملة في صنعاء تحديدا منذ انتشار فيروس كورونا بعد أن وجدت أن حضورها غير مرحب فيه.
يرى متابعون أن المليشيات الحوثية ساهمت في ضياع أكثر من نصف المساعدات التي كانت موجهة للمواطنين في مناطق سيطرتها سواء كان ذلك من خلال عمليات السرقة المتتالية التي تقوم بها أو من خلال سياسة تطفيش المنظمات الإغاثية الأمر الذي انعكس على زيادة معدلات الفقر بين المواطنين في الأماكن التي يتواجد بها عناصرها، كما أن ذلك كان له انعكاس آخر إذ أدى لعدم توزيع المساعدات بشكل متساوٍ بين كافة المواطنين.
أكدت صحيفة الشرق الأوسط، أن هناك ازدواجية في توزيع المساعدات الإنسانية الدولية على المستفيدين في اليمن، إذ أن محافظات مثل صنعاء وذمار وريبة وإب وهي مناطق واقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية تواجه عجزا في المساعدات المقدمة إليها، بحسب تقرير صادر حديثا عن البنك الدولي.
وأوضحت الصحيفة السعودية في تقرير نشرته اليوم الاثنين، أن النداءات الأممية التي تحدثت عن وجود نقص في تمويل البرامج الإنسانية في اليمن، وعجز في المساعدات ردت عليه دراسة للبنك الدولي، حول معدل تغطية كل البرامج الإنسانية مجتمعة تكفي لتغطية المستحقين، استنادًا إلى بيانات المنظمة الدولية للهجرة عن تحركات النازحين في العام الماضي.
ولفتت الصحيفة إلى أن الدراسة أظهرت أن إجمالي عدد الأسر المتلقية لجميع المساعدات، نسبة من عدد سكان المحافظات، تتجاوز المائة في المائة، مضيفة أن غياب التنسيق والازدواجية والتفاوت المكاني في توزيع المساعدات من أسباب بقاء أسر كثيرة دون مساعدات.
كما كشفت الصحيفة ذاتها عن تورط المليشيات الحوثية الإرهابية في نهب مساعدات غذائية مقدمة لمرضى السرطان بمناطق سيطرتها، وشددت على أن هذا الأمر يأتي في سياق استمرار المليشيات الحوثية في السطو على المواد الإغاثية.
ونوهت إلى أن المليشيات الحوثية قامت بنهب نحو 300 سلة غذائية، كانت مقدمة لمرضى السرطان في عدة مناطق، مشيرة إلى تصاعد جرائم السطو والسرقة التي يقف وراء ارتكابها قادة ومشرفون في المليشيات الحوثية، والتي طالت أخيرًا مساعدات طبية وغذائية كانت قد خصصتها منظمات دولية لصالح الفقراء.
فيما أبرزت صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، في تقرير لها الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها مليشيا الحوثي الإرهابية لزيادة القيود على المنظمات والعمل الإنساني.
وأكدت الصحيفة، أن تلك القيود منعت تقديم المساعدات لنحو 9 ملايين شخص في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، مشددةً على أن العمليات الإنسانية واجهت قيودًا متزايدة في مناطق سيطرة المليشيات.
وأوضحت أن بعض المنظمات عملت على تخفيض الحصص الغذائية التي تقوم بتوزيعها في مناطق الحوثي؛ بسبب العوائق التي تضعها المليشيات، ونوهت إلى تدهور العلاقات بين الحوثيين ووكالات الأمم المتحدة المحددة والجهات الفاعلة الإنسانية، في ظل زيادة التهديدات والترهيب والقيود على الحركة.