حملات الابتزاز الحوثية.. نهب للأموال بزعم دعم القضية الفلسطينية
فيما لم يقدّم الحوثيون أي شيء للقضية الفلسطينية غير المتاجرة بها، فإنّ المليشيات نفّذت حملة جديدة من المتاجرة قامت على نهب الأموال بغية تكوين ثروات ضخمة.
الحديث عن إصدار البنك المركزي في صنعاء التابع لمليشيا الحوثي الإرهابية تعليمات ملزمة لشركات ومحال الصرفة بتنظيم حملات تبرع باسم فلسطين.
وجاء التعميم الحوثي جاء بعد السكان عن التجاوب مع حملة التبرعات الحوثية التي تنظمها المليشيات بمزاعم دعم الشعب الفلسطيني.
وعلم "المشهد العربي" من مصدر مصرفي أنَّ وكيل البنك المركزي في صنعاء القيادي الحوثي سامي السياغي أصدر تعليمات ملزمة لشركات ومحال الصرافة بتنظيم حملات تبرعات ونشر إعلانات للحملة على واجهات مقارهم و مواقعهم الإلكترونية وصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقضت التعليمات الحوثية بتحصيل الأموال بسندات رسمية كحوالات إلى ما يسمى (حملة القدس أقرب)، بفتح حسابات لديهم وتوريد المبالغ المحصلة بشكل يومي إلى البريد وأخذ إشعار بذلك وإرساله للبنك المركزي في صنعاء.
وتحدّث المصدر عن أنَّ التعليمات الحوثية كانت قد ابتزت شركات ومحال الصرافة بدفع إتاوات مالية بدعوى مساندة القضية الفلسطينية، وأن التعليمات الجديدة هي ابتزاز جديد لقطاع الصرافة لاجباره على توريد أموال لصالح حسابها المزعوم لدعم فلسطين.
وكانت مصادر مصرفية في صنعاء قد كشفت لـ "المشهد العربي" عن مصادرة المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، مليارات من حسابات بنكية تابعة لفصائل فلسطينية بعد سيطرتها على المدينة.
واستغربت المصادر إطلاق المليشيات الإرهابية حملة تبرعات لصالح فلسطين في وقت تواصل مصادرة المليارات من حسابات بنكية لصالح فلسطين وطالبت المليشيا بإعادة تلك الأموال المنهوبة وإرسالها إلى فلسطين بدلا من إطلاق حملة تبرعات تبرر جبايات جديدة تمتص دماء المواطنين في مناطق سيطرتهم.
تكشف كل هذه المعلومات ما يمكن اعتبارها نوعًا من المتاجرة التي تمارسها المليشيات الحوثية استغلالًا لمعاناة الشعب الفلسطيني وللمتاجرة باسمه، وذلك من أجل نهب الأموال على صعيد واسع، وتكوين ثروات ضخمة.
ففي الوقت الذي يدعي فيه الحوثيون دعم العمل المقاوِم ضد الإسرائيليين، لم تقدم المليشيات أي دعم للقضية الفلسطينيية، لكنّها وظّفت ترسانتها العسكرية من أجل خدمة أجندتها الخبيثة في اليمن.
وبات واضحًا كيف أنّ المليشيات الحوثية تمادت في الفترة الأخيرة، في المتاجرة بالقضية الفلسطينية من خلال مواقف سياسية وتصريحات عنترية، دون أن تُترجم على الأرض بإجراءات داعمة للقضية.
ويبدو أنّ المليشيات الحوثية تحاول من خلال هذه الفعاليات أن تكوين حاضنة شعبية لها بعدما احتد غضب السكان ضد المليشيات بفعل الحرب العبثية التي أشعلتها منذ صيف 2014، وتخلِّف أزمات إنسانية مرعبة.
وبالنظر إلى كل هذه الممارسات الحوثية، فقد بات من الواضح أنّ المليشيات تعمل على تكوين ثروات ضخمة سواء من خلال إجبار السكان على دفع أموال تحت زعم أنّها تبرعات للفلسطينيين أو ابتزاز متواصل لأصحاب الأموال.