جولات المساعدات النقدية.. جهود دولية لإزاحة أعباء الحرب الحوثية
فيما خلّفت الحرب العبثية الحوثية القائمة منذ صيف 2014 أزمة إنسانية مرعبة، فإنّ جهودًا دولية تبذلها المنظمات الدولية عملًا على تحسين الأوضاع الإنسانية.
ففي هذا الإطار، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الأربعاء، الانتهاء من الجولة الأولى لتوزيع مساعدات نقدية لنحو 4 آلاف أسرة من الأسر الأشد تضررًا بحيس.
وقالت المنظمة الدولية إنّ الهدف من تلك المساعدات هو تغطية احتياجاتهم الأساسية، مبينةً أنها وزعت العام الماضي سلالا غذائية لـ 3500 أسرة في المنطقة.
تحمل هذه الجهود الإغاثية أهمية كبيرة في سبيل مواجهة الأعباء الإنسانية المرعبة التي نجمت بشكل مباشر عن الحرب الحوثية الغاشمة التي طال أمدها أكثر مما يُطاق.
يُستدل على ذلك بعديد التقارير والبيانات والإحصاءات الأممية التي أظهرت حجم توحّش الأزمة الإنسانية في اليمن، علمًا بأنّ هذه الأعباء نجمت في الأساس عما ارتكبته المليشيات الحوثية من جرائم واعتداءات.
فعلى مدار الفترات الماضية، تعمّدت مليشيا الحوثي الإرهابية تجاهل الانتشار المُخيف للأزمات الإنسانية بل والعمل على تعميقها بشكل كبير، لا سيّما فيما يخص تعميق الأزمات التي يعاني منها السكان.
ووجَّهت المليشيات الحوثية كل الإمكانات لصالح مجهودها الحربي، وإغراء الجوعى برواتب شهرية إذا ما التحقوا بالجبهات، وحولت كل المعدات والتجهيزات الطبية التي قدمت من المنظمات الدولية لصالح مقاتليها، وسط ارتفاع مُخيف في أعداد الوفيات والمُصابين بأمراض مختلفة.
ولم تكتفِ المليشيات الحوثية باحتكار تجارة الوقود ومصادرة مخصصات رواتب الموظفين، لكنها احتكرت تجارة الغاز المنزلي وربطتها بمشرفيها في الأحياء السكنية، وضاعفت من سعر أسطوانة الغاز، واستخدمت هذه المادة كوسيلة لمراقبة السكان وجمع بياناتهم لتسهل مراقبتهم.
تكشف هذه المعلومات حجم التورّط الحوثي في ارتكاب أبشع ضنوف الجرائم والاعتداءات التي تؤدي إلى تفاقم الأعباء الإنسانية على قطاعات عريضة من السكان بما أخرج الأمور عن السيطرة بشكل كبير.
وفيما تفرض الأوضاع الراهنة ضرورة المضي قدمًا في إيقاف الحرب وآلتها الغاشمة، فإنّ هناك حاجة ملحة أيضًا لتكثيف الجهود الإغاثية على وجه السرعة، واتخاذ الإجراءات اللازمة التي تضمن إزاحة الأعباء عن كاهل السكان عبر وصول المساعدات إليهم.