تحريض الشرعية على قتل الجنوبيين.. دعوات ليست للتظاهر فقط
لا يفوِّت نظام الشرعية أي فرصة تجاه العمل على استهداف الجنوب على مدار الوقت، سواء سياسيًّا أو عسكريًّا أو خدميًّا.
الحديث عن دعوات تُروّج لها مليشيا الشرعية الإخوانية، تستهدف إحداث قدر كبير من الفوضى السياسية والأمنية في الجنوب، تتمثّل في محاولات إغراق الجنوب بالعنف من وراء ستار دعوات التظاهر.
خبث نوايا الإخوان تجلّى سريعًا في تفاصيل الدعوات التي تمّ ترديدها والتبريرات التي ساقتها مليشيا الشرعية، فيما يتعلق بأزمات تردي الخدمات.
دعوات مليشيا الشرعية تخلّلها تحريض مباشر وصريح ضد الجنوبيين، تجلّت مثلًا فيما صدر عن المدعو علي حسين عضو مجلس الشورى والمقرب من الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، الذي توعد الجنوبيين بالموت في بيوتهم إذا لم يخرجوا للاحتجاج ضد ممثلهم الشرعي "المجلس الانتقالي".
اللافت أنّ المبررات التي ساقتها مليشيا الشرعية المتعلقة بتردي الخدمات هي في الأساس أزمات صنعها النظام المخترق إخوانيًّا لتأزيم الوضع المعيشي ضد الجنوبيين، وهو ما يثير نوعًا مما يمكن تسميتها "كوميديا سوداء"، حيث لا يعرف ما ذنب الانتقالي في سوء تردي الخدمات، وكيف تحاسب القيادة الجنوبية على أزمات وأعباء هي في الأساس من صنيعة نظام الشرعية.
وكثيرًا ما نادى المجلس الانتقالي بضرورة العمل على التوقّف عن حرب تردي الخدمات التي يتعرّض لها الجنوب، وضرورة العمل على تحسين الأوضاع المعيشية باعتبار أنّ هذا الأمر أولوية قصوى.
دعوات الانتقالي في هذا الصدد ترتبط بحجم الكلفة التي يتكبّدها الجنوبيون فيما يخص الأعباء التي يتعرضون لها من قِبل النفوذ الإخواني النافذ في قطاعات الجنوب الإدارية والخدمية.
وعلى ما يبدو، فإنّ إقدام مليشيا الشرعية الإخوانية على الترويج لهذه التظاهرات تمثل محاولة من قِبل نظام الشرعية لتحسين صورته عبر الإدعاء بأنّه لا يتحمّل المسؤولية، وذلك على الرغم من حجم السيطرة الإدارية على مفاصل الجنوب، والتي تُمكن هذا النظام من التمادي في محاصرة الجنوبيين بالأعباء.
يشير كل ذلك إلى أنّ ما تشهده المرحلة الراهنة من العدوان الذي يتعرّض له الجنوب هو عبارة عن حرب سياسية، وذلك فيما يخص أنّ نظام الشرعية يحاول تأليب الجنوبيين على قيادتهم، بغية العمل على إحداث نوع من أنواع الفوضى السياسية بما يعطل تحركات الجنوب نحو تحقيق المزيد من المكتسبات التي تدفع نحو تحقيق حلم استعادة الدولة.
المؤامرة الإخوانية في هذا الصدد مرتبطة بمحاولة العمل على إحداث صدام بين الشعب الجنوبي وقيادته السياسية، وهذا راجع في الأساس إلى أنّ المليشيات الإخوانية ينتابها الرعب الشديد مما يُحقّقه المجلس الانتقالي من مكاسب ضخمة تخدم قضية الجنوب العادلة.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ نظام الشرعية يحاول على ما يبدو رسم صورة زائفة بزعم أنّ المجلس الانتقالي ليس له حاضنة شعبية على الأرض بتصوير أنّ المواطنين يتظاهرون ضده، ومن أجل تحقيق هذا الغرض المشبوه لجأت المليشيات الإخوانية إلى توجيه تهديدات بالقتل عبر عناصرها المتطرفة.