المداهمة الحوثية لمسجد صنعاء.. انتهاك حرمات دفاعًا عن صورة زعيم المليشيات
سياسات طائفية خبيثة تنفّذها المليشيات الحوثية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، تتضمن انتهاكات عديدة، بينها انتهاك لحرمات المساجد على صعيد واسع.
محافظة صنعاء شهدت انتهاكًا لحرمة أحد المساجد، وذلك بعدما داهمت مليشيا الحوثي الإرهابية مسجدًا للنساء في منطقة الحصبة بمدينة صنعاء، وأقدمت على إغلاقه، بحجة تمزيق صورة لزعيم المليشيات عبدالملك الحوثي.
وعلم "المشهد العربي" من سكان في منطقة الحصبة أنَّ سيدةً قامت بتمزيق صورة زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي, حيث اعتبرت أنّ الصورة تمس قدسية المسجد المُخصص للصلاة والعبادة، وليس للدعاية السياسية.
واقتحمت مليشيا الحوثي المسجد في وقتٍ لاحق مع نساء مُسلحات يُعرفن بـ"الزينبيات"؛ بحثًا عن المرأة التي قامت بتمزيق صورة الحوثي.
وأغلقت عناصر المليشيات الحوثية المسجد، انتقامًا من نساء الحي الرافضات للتعاون مع الزينبيات.
تبرهن هذه الواقعة على حجم الطائفية التي تسيطر على العقول الحوثية، وكيف أنّ المليشيات تتوسّع في ارتكاب أبشع صنوف الانتهاكات لحرمات المساجد.
إقدام الحوثيين على ارتكاب الجرائم التي تمثّل انتهاكًا لحرمات المساجد تعبّر عن سياسة طائفية تتبعها المليشيات بغية إحكام قبضتها على الأرض، والقضاء على أي أفكار قد تكون مغايرة لتوجهاتها.
ودائمًا ما تستخدم المليشيات الحوثية كتائبها المسلحة في شن هذه الاعتداءات الغادرة والمروعة، التي تنتهك الحرمات وتروِّع السكان على صعيد واسع.
وفيما أنّ المسجد الذي جرت فيه واقعة الاعتداء في محافظة صنعاء مخصص للنساء، فقد استخدمت المليشيات كتائب الزينبيات التي تملك باعًا طويلة في ارتكاب هذه الجرائم المروعة.
ودأبت كتائب "الزينبيات" على شن حملات قمع على "المصليات" بصنعاء، وذلك بهدف تحويلها من أماكن لإقامة الصلاة إلى منابر لاستقطاب النساء وتلقينهن الأفكار الخمينية.
ففي شهر رمضان الكريم، داهمت كتائب الزينبيات العشرات من المصليات الخاصة بالنساء بعدد من مساجد صنعاء بحجة رفضهن الجلوس عقب التراويح للاستماع إلى محاضرات وأفكار يروجها زعيم المليشيات المدعومة من إيران عن قداسة السلالة، في سياق سياسة التعبئة الفكرية ذات الصبغة الطائفية التي تحاول الجماعة فرضها بقوة السلاح.
و"كتائب الزينبيات" عبارة عن مجموعات نسائية مسلحة، تلقّت تدريبات عالية لتنفيذ الاقتحامات والاعتقالات، وكذلك فض المظاهرات والوقفات الاحتجاجية وتنفيذ العديد من المهام الخاصة كالتجسس والإيقاع بالخصوم.
وهذه الكتائب ليست رسمية بل هي مليشيات نسائية مدربة لتنفيذ عمليات خارج القانون، كما أنه جهاز هلامي من الصعب تتبع قياداته أو معرفة هيكله، كما أنّ ولاءها يكون لمليشيا الحوثي وفكرها.
وتتم قيادة هذه المجاميع من نساء يجرى اختيارهن على أسس سلالية، علمًا بأنّ الحوثيين اختاروا هذه التسمية لمليشياتها النسائية ضمن مساعيها لاستخدام الرموز الإسلامية واجهة لمشروعها الطائفي والسياسي، فهي تريد أن تنسبهن إلى زينب بنت الحسين التي كانت رفقة والدها في كربلاء.