هوية الجنوب تحبط مؤامرات الشمال
رأي المشهد العربي
أكد الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي خلال العديد من اللقاءات والتحركات النشطة التي قام بها خلال الفترة الماضية منذ وصوله إلى العاصمة عدن على ضرورة "ترسيخ الهوية الجنوبية باعتبارها قضية شعب عانى من ويلات الحروب التي شنتها قوى نظام صنعاء"، وهو أمر يقتضي أن يكون محل اهتمام كافة الوحدات المحلية للمجلس في المديريات والمحافظات الجنوبية.
لدى الجنوب هويته الثقافية والاجتماعية الخاصة به والتي تختلف بشكل كلي عما تدعمه قوى الشمال المحتلة، ففي حين يعرف الجنوب مبدأ التصالح والتسامح كمبدأ عام يسير عليه جميع الجنوبيين، فإن الشمال لا يعرف سوى لغة الحروب والاحتلال والدمار بحثا عن الهيمنة على المقدرات والاستحواذ على ثروات الغير، وكذلك فإن هوية الجنوب تحمل أبعادا قومية وعربية تغيب عن قوى الشمال التي طالما انخرطت في مؤامرات استهدفت تهديد الأمن القومي العربي.
يدرك المجلس الانتقالي الجنوبي أن ترسيخ الهوية الجنوبية في نفوس الأجيال الصاعدة، والتي لم تر أمامها سوى الصراعات والحروب التي شنتها قوى الشمال طيلة السنوات الماضية، يعد أمرا ضروريا للغاية وذلك لمجابهة مشروعات الاحتلال التي تقوم تحديدا على تغيير البيئة الديموغرافية في الجنوب عبر عمليات النزوح السياسي التي تُقدم عليها هذه القوى بشكل مستمر وتبحث من خلالها عن حاضنة شعبية تدعم ممارساتها الاحتلالية.
دعم الهوية الجنوبية يشكل حائط صد رئيسي أمام محاولات طمسها من قبل قوى احتلالية تستهدف قلب الحقائق وتزيف التاريخ عبر الاحتفاء بالوحدة المقبورة التي تسببت في تخريب الجنوب والسيطرة على مقدراته وتأزيم الأوضاع المعيشية أمام أبنائه، كما أن الجنوب وهو في طريقه نحو استعادة دولته سيكون مطالبا بأن يدحض هذه الأكاذيب ويفندها على أن يكون هناك جهود فاعلة على مستويات ثقافية وتعليمية مختلفة للتأكيد على ركائز الهوية الجنوبية.
وكذلك فإن عملية دعم الهوية الجنوبية تستهدف كما أكد الرئيس عيدروس الزُبيدي، إنجاح تحركات الانتقالي نحو "رص الصفوف وإعادة ترتيب أوراق الجنوب حتى تحقيق كامل أهداف الثورة الجنوبية المتمثلة في التحرير والاستقلال، وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية الحرة كاملة السيادة"، بما يؤكد على أن هناك أهدافا واضحة ومحددة المعالم يعرفها كل مواطن جنوبي وتظل راسخة في وجدانه حتى بعد تحقيق هدف استعادة الدولة.