الحوثي يهرب من ضغوطات السلام بالتصعيد في البحر الأحمر
كلما اشتدت الضغوطات الدولية على المليشيات الحوثية لإرغامها على السلام لجأت إلى تصعيد جرائمها الإرهابية للتأكيد على أنها مازالت تمتلك القدرات التي تجعلها قادرة على المضي قدما في حربها التي تشنها ضد الأبرياء، وهو ما حدث مؤخرا بعد أن حاولت اليوم الاثنين، إطلاق زورق مفخخ لتهديد حركة الملاحة في البحر الأحمر.
يؤكد تصعيد الحوثيين الأخير في البحر الأحمر على أن إيران مازالت غير ساعية للسلام، وأنها تُصر على أن توظف المليشيات الحوثية من أجل التهرب من أي ضغوطات تتعرض لها من الولايات المتحدة لتهدئة وتيرة تصعيدها في المنطقة، وتبعث هي الأخرى برسائل للمجتمع الدولي مفادها أنها قادرة على التصعيد وأنها لن يجبرها أحد على الجلوس على طاولة المفاوضات طالما لم تحقق مكاسبها من الاتفاق النووي وبما يعزز نفوذها في المنطقة.
يشكل اللجوء إلى الزوارق المخففة رسالة إلى المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية أكثر من كونها رسالة موجهة إلى التحالف العربي أو المملكة العربية السعودية لأن الضرر هنا يستهدف حركة الملاحة البحرية بوجه عام، وتسعى إيران للتأكيد على أنها حتى وإن وجدت نفسها مضطرة لدفع الحوثي نحو السلام فإن إنجاح المباحثات لن يكون إلا بمكاسب سياسية جمة تضمن حضورا سياسيا لعناصرها الإرهابية في اليمن.
يرى مراقبون أن إخضاع إيران ومليشياتها الحوثية لن يكون سوى من خلال استخدام لغة العقوبات والتضييق على عمليات تهريب السلاح وشل حركة الخبراء الإرهابيين الذين ترسلهم طهران إلى اليمن لتهديد الأمن القومي العربي، على أن يكون ذلك مصحوبا بمواجهة عسكرية فاعلة على الأرض تُرغم الطرفين على الاستسلام والجنوح نحو السلام، وأن الخطابات الدبلوماسية لم تعد ذات تأثير يذكر في ظل تنامي الإرهاب الحوثي الإيراني.
أحبطت قوات التحالف العربي، اليوم الاثنين، هجومًا لمليشيات الحوثي الإرهابية بزورق مفخخ، جنوب البحر الأحمر، ونبه التحالف العربي، في بيان له، اليوم الاثنين، إلى استغلال المليشيا المدعومة من إيران اتفاق ستوكهولم مظلة لإطلاق الهجمات العدائية من الحديدة.
وحذر من أن المليشيات الحوثية الإرهابية تواصل تهديد خطوط الملاحة البحرية والتجارة العالمية، وأكد اتخاذ كل الإجراءات العملياتية اللازمة لحماية المدنيين والأعيان المدنية بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.
دعا وزير الخارجية الأمريكي، أنتونتي بلينكن، اليوم الإثنين، إيران إلى استخدام نفوذها للضغط على المليشيات الحوثية الإرهابية لإنهاء الحرب في اليمن، وكان بلينكن شدد في تصريحات صحفية، على أن إيران منخرطة في أنشطة دعم وتمويل الجماعات المتطرفة، لافتًا إلى أن إيجاد حل شامل للنزاع في اليمن على رأس أولويات بلاده.
فيما أكدت القيادة الأمريكية الوسطى استمرار من وصفتهم بحلفاء إيران باليمن، في مهاجمة السعودية بالصواريخ البالستية والمسيرات المخففة، في إشارة لمليشيا الحوثي الإرهابية، وكشف قائد القيادة الأمريكية الوسطى، الجنرال فرانك ماكينزي، عن مساعدة المملكة العربية السعودية في التصدي لهجمات المليشيات المدعومة من إيران.
ومن جهتها، أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة، محاولات مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، تنفيذ هجوم بزورق مفخخ جنوب البحر الأحمر.
وحذرت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان لها، من استمرار هذه الهجمات الإرهابية للمليشيا المدعومة من إيران، مؤكدة أنه يعكس تحديها السافر للمجتمع الدولي واستخفافها بجميع القوانين والأعراف الدولية.
ووصفته بأنه دليل جديد على سعي المليشيات الحوثية الارهابية إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة، وأعربت عن تضامنها الكامل مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، مشددة على وقوفها معها في صف واحد ضد كل تهديد يطال أمنها.