انتحارٌ من سفح الجبل.. أب يهرب بأبنائه من الفظائع الحوثية
أي واقع بائس وفقر مدقع ذلك الذي يقود أبًا إلى أن يقفز بأولاده الثلاثة من سفح جبل بعدما حاوطه الفقر والتهمته الأعباء من كل حدب وصوب.
حدث ذلك في محافظة إب الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، حيث وصل إلى مستشفى اللواء الأخضر في منطقة السحول، فجر اليوم الخميس، جثامين أب وطفليه وشقيقهما الثالث مصابًا بجروح خطرة، أودع قسم العناية المركزة.
يأتي هذا فيما أفادت مصادر مطلعة بأنّ أبناء المنطقة يتناقلون رواية عن إلقاء الأب بأطفاله من سفح مرتفع، قبل أن يلحق بهم، بسبب تدهور الأوضاع المعيشية.
توثق هذه الفاجعة حجم الأزمة الإنسانية التي نجمت بشكل مباشر من جرّاء ما ارتكبته المليشيات الحوثية الإرهابية من جرائم واعتداءات مروعة، أسفرت عن تفاقم مفزع في نسبة الفقر.
وهناك العديد من الأسباب التي دفعت إلى تفاقم حدة الفقر، بينها وقف الحوثيين صرف الرواتب والتوسع في فرض الإتاوات والجبايات على قطاعات عريضة من السكان بشكل متواصل، والعزوف عن تقديم أي خدمات للسكان.
عامل آخر قاد إلى تفاقم حدة الأوضاع سوءًا وهو توسع الحوثيين في نهب المساعدات الإنسانية التي تقدمها منظمات إغاثية تحرص على إعانة السكان على تجاوز الأعباء الناجمة عن الحرب.
أدّى كل هذا إلى تفاقم حد الفقر، وتُظهر تقارير أممية أنّ الحرب الحوثية تسبّبت في وقوع أكثر من 21 مليون نسمة تحت خط الفقر، في حين قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنّ قرابة 24 مليون شخص بحاجة للمساعدات الإنسانية.
يستدل على ذلك بأن هناك انتشارًا مكثفًا للمتسولين في المناطق الخاضعة لسيطرةو الحوثيين، وهو يجوبون الشوارع وتقاطعات الطرق والأسواق، يفترشون الأرصفة وأبواب المساجد والمحال التجارية والمنازل، أملًا في الحصول على مساعدات مالية أو عينية.
