استهداف أطباء شبوة.. لماذا تتوسع مليشيا الشرعية في هذا الإجرام الحاد؟
جرائم غادرة ومروعة ارتكبتها مليشيا الشرعية الإخوانية في محافظة شبوة، تكشف الوجه الإرهابي لهذا الفصيل الذي يبرهن يومًا بعد يوم على وجهه المتطرف فيما يتعلق بمعاداة حقوق الإنسان.
وبات من الملاحظ أن مليشيا الشرعية تتوسع في استهداف الفئات التي تخدم المواطنين، وهو ما يعبّر عن مساعي هذا الفصيل للعمل على إغراق شبوة بأزمات حياتية وإنسانية مرعبة تضخّم من الأعباء على الجنوبيين.
هذه السياسة الإخوانية الخبيثة تجلت واضحةً في اعتداءات مستعرة شنتها مليشيا الشرعية على الأطباء والعاملين في المجال الصحي، في محاولة من الشرعية لتأزيم الوضع الصحي في محافظة شبوة.
أحدث الجرائم الإخوانية في هذا الصدد تمثلت في اقتحام مليشيا الشرعية منزل الطبيب صالح عبدالله الحمصي إخصائي الأطفال، في واقعة جاءت في أعقاب اقتحام نجل قائد محور شبوة مستشفى عتق في وقت سابق، واعتدائه على الأطباء.
الجرائم الإخوانية أثارت غضبًا جنوبيًّا عارمًا، تمثّل في استنكار نقابة المهن الطبية في محافظة شبوة وتنديدها بهذه الاعتداءات، بما فيما أيضًا موجة مداهمات منازل طواقم التمريض وسائق إسعاف في منتصف الليل، مؤكدة أن انتهاكات مليشيا الشرعية الإخوانية النساء والأطفال.
وحملت النقابة قيادات مليشيا الشرعية الإخوانية، المسؤولية عن الواقعة المخالفة للقانون والأعراف والعادات والتقاليد، معبرة عن إدانتها موقف إدارة مستشفى عتق المتخاذل على اعتقال الكادر الطبي.
وطالبت النقابة، السلطات الصحية بالتدخل وإعادة الاعتبار إلى الأطباء من ضحايا انتهاكات مليشيا الشرعية الإخوانية، مشددة على ضرورة توفير الحماية الأمنية للكوادر الطبية أثناء عملها.
تفاقم الجرائم الإخوانية في شبوة يمكن القول إنها تبرهن على مدى كراهية مليشيا الشرعية للجنوب وشعبه، ويتجلّى ذلك بشكل واضح في حجم الاعتداءات التي يرتكبها هذا الفصيل الإرهابي على مدار الوقت.
بلوغ جرائم مليشيا الشرعية حد استهداف العاملين في القطاعات الخدمية أمرٌ لا ينفصل أبدًا عن المساعي الإخوانية الرامية بشكل واضح إلى إغراق الجنوب بين كثير من الأزمات والأعباء المعيشية ضمن ما باتت تعرف بـ"حرب الخدمات" التي يتعرض لها الجنوب.
كما أن ارتكاب هذه الجرائم الغادرة في محافظة شبوة تمهيدًا لإحداث حالة من الفوضى المجتمعية الشاملة هناك هو جزءٌ من مخطط إخواني خبيث يقوم على محاولة صناعة أجواء معيشية متوترة في المحافظة الغنية بالنفط، لضمان التمادي في جرائم نهب هذه الثروة الكبيرة.
إزاء كل ذلك، فإن المرحلة المقبلة تستلزم تحركًا على صعيد واسع وبأقوى وتيرة ممكنة من قِبل المجلس الانتقالي باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجنوبي، وذلك للعمل على فضح الجرائم التي ترتكبها مليشيا الشرعية ضد الجنوب على مدار الوقت.
فضح جرائم الشرعية على كافة الأصعدة قد يُشكل وسيلة ضغط على هذا المعسكر الإخواني بما يجبره على وقف هذه السياسات العدائية والإجرامية، وهناك حاجة ملحة لتكثيف الجهود التي ترمي إلى وقف هذه الاعتداءات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن فضح الجرائم الإخوانية يوثّق أمام المجتمع الدولي حول مدى المظلومية التي يتعرض لها الجنوب على مدار الوقت من قِبل نظام الشرعية، الساعي إلى حرمان الجنوبيين من المضي قدمًا نحو استعادة دولتهم.