التزام الجنوب بمسار اتفاق الرياض.. الانتقالي يركل الكرة إلى الملعب الآخر
جنوحٌ جديد نحو السلام والاستقرار عبّرت عنه القيادة السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي، في إطار التعامل مع اتفاق الرياض، المسار الذي حرَّفته مليشيا الشرعية الإخوانية.
هذا الجنوح عبَّر عنه الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي دعا خلال استقباله وفد المجلس التفاوضي المغادر إلى السعودية لاستئناف مباحثات تنفيذ اتفاق الرياض، إلى بذل الجهود لتسيير أعمال الاتفاق.
وخلال الاجتماع، أشاد الرئيس الزُبيدي بنجاحات الوفد التفاوضي خلال الجولات الماضية من المفاوضات وصولًا إلى توقيعه.
كما عبر رئيس المجلس الانتقالي عن حرص المجلس على إنجاح الاتفاق ومسار تطبيقه، باعتباره مسارا آمنا للجميع، يوحد الجهود لمواجهة المشروع الإيراني في المنطقة.
تصريحات الرئيس الزُبيدي ترسم إطارًا كاملًا حول كيفية تعاطي المجلس الانتقالي الجنوبي مع التطورات القائمة على الساحة، ومدى حرص القيادة الجنوبية على المضي قدمًا نحو إنجاح اتفاق الرياض بالنظر إلى أهميته الاستراتيجية فيما يتعلق بضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية الإرهابية.
يبرهن هذا المسلك على أن الجنوب جزءٌ أصيل من المشروع القومي العربي الذي يحارب في هذه الآونة مساعي التمدد للمشروع الفارسي عبر الذراع الحوثية، وأن الجنوب يضع حسم الحرب على الحوثيين والقضاء على المليشيات بشكل كامل هدفا جوهريا في هذه المرحلة.
في الوقت نفسه، فإن تجديد "الانتقالي" إعلانه الحرص على إنجاح مسار اتفاق الرياض يزيح الكرة من ملعبه ويركلها إلى ملعب الطرف الآخر، والحديث هنا عن مليشيا الشرعية الإخوانية التي تكاد لا تفوّت يومًا من دون أن توسّع من دائرة خروقاتها لمسار اتفاق الرياض سواء من خلال عمليات تحشيد عسكري على الأرض، أو توسيع في دائرة الاعتداءات على الجنوبيين أو عرقلة عودة حكومة المناصفة لتباشر مهامها من العاصمة عدن، فضلًا عن إطلاق موجة من التهديدات التي قُرئت على أنها تلويح صريح ومباشر بتجهيز للعدوان على الجنوب.
ومنذ توقيع اتفاق الرياض في نوفمبر 2019، يتعامل المجلس الانتقالي بسياسة حكيمة تتضمن حرصًا على إنجاح هذا المسار، وضبطًا للنفس تجاه الخروقات الإخوانية المتواصلة، فضلًا عن مواصلة الجهود العسكرية المتواصلة في الحرب على المليشيات الحوثية.
في المقابل، دأبت المليشيات الحوثية الإرهابية على محاولة إفشال هذا المسار عبر سلسلة طويلة من الخروقات العسكرية التي فضحت مساعي هذا الفصيل للعمل على إفشال هذا المسار الحيوي بشكل كامل.
استنادًا إلى كل هذا الذي يجري على الأرض، فإن المجلس الانتقالي يتعاطى وفقًا لاستراتيجية تقوم على ضبط النفس احترامًا لأهمية هذا المسار فيما يتعلق بدوره في ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية الإرهابية، لكن هذا لا يعني السماح بأي تهديدات تنال من أمن الجنوب وتزعزع استقراره، إذ يبقى الجنوب محتفظًا بحقه الأصيل في الدفاع عن أراضيه وحمايتها من الاعتداءات.