سلاح الردع الجنوبي يتأهب لصد مخطط الشرعية الشيطاني
رأي المشهد العربي
فيما تتجه الأنظار صوب العاصمة السعودية، حيث ستعقد مفاوضات تستهدف ضبط بوصلة اتفاق الرياض، كانت مليشيا الشرعية تتوسع في تحركاتها الاستفزازية بغية إفشال هذا المسار بشكل كامل.
الأيام القليلة الماضية شهدت الكثير من عمليات التحشيد من قبل مليشيا الشرعية لعناصرها الإرهابية إلى أكثر من منطقة، وتحديدا جبهة شقرة بمحافظة أبين التي طالتها كثيرا من أطر التصعيد الإخواني الغاشم.
تنذر التحركات الإخوانية بأن ثمة عدوانا غاشما ربما اقتربت ساعة صفره ستشنه مليشيا الشرعية ضد الجنوب في الأيام المقبلة، وذلك اتساقا مع سلسلة طويلة من الاعتداءات الغاشمة التي شنتها مليشيا الشرعية على مدار الفترات الماضية.
إقدام الشرعية على مثل هذه التحركات التصعيدية أو بالأحرى الاستفزازية لا شك أنها تؤسس لواقع جديد، لا سيما إذا أُدخلت العاصمة عدن في اللعبة، وذلك بعد سلسلة التهديدات التي أطلقتها قيادات الشرعية على مدار الفترات الماضية، والتي تضمنت تلويحا في أكثر من مناسبة بشن عدوان مسلح على عدن في محاولة شيطانية تستهدف تركيع وإذلال الجنوبيين.
تزامن هذه التهديدات الإخوانية وبدء ترجمتها على الأرض خلال التحشيدات العسكرية المتواصلة مع التوجه نحو عقد جولة جديدة من المفاوضات في السعودية أمر يحمل دلالة واضحة بأن الشرعية ستظل طرفا معرقلا لمسار اتفاق الرياض، ما يفسح المجال أمام سلسلة لا تنتهي حلقاتها من تغييب الاستقرار على الأرض.
إزاء كل ذلك، فإن ما يشغل بال الجنوبيين هو كيفية تعاطي القيادة السياسية مع هذا الواقع المضطرب، والإجابة على ذلك ظهرت جلية في الاستراتيجية التي وضعها المجلس الانتقالي، والتي فُهِمت بشكل واضح من خلال تصريحات أطلقتها قيادات المجلس بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي خلال الفترة الماضية.
فعلى الصعيد السياسي، كانت تعليمات وتوجيهات الرئيس الزُبيدي واضحة لفريق الجنوب التفاوضي الذي توجه للرياض، وهي ضرورة المساهمة بشتى الطرق في إنجاح اتفاق الرياض، ما يعبر عن التزام جنوبي واضح وصريح في العمل على إنجاح هذا المسار.
لكن توجيهات مهمة أخرى كان قد أصدرها الزُبيدي لكافة وحدات وأفرع القوات المسلحة الجنوبية تعلقت بالواقع العسكري، وهي رفع درجات الاستعداد والتصدي لأي اعتداءات يتعرض لها الجنوب، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار في كافة أرجاء الوطن.
يلخص ذلك أن الجنوب يبقى محبا للسلام جانحا للاستقرار حرصا على إنجاح مسار اتفاق الرياض عملا على تحقيق هدفه الاستراتيجي فيما يخص ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.
في الوقت نفسه، فإن الجنوب لن يكون مبادرا بالتصعيد العسكري، لكنه سيظهر قوة حاسمة حازمة تحمي الجنوب من أي مخاطر وتضمن المضي قدما نحو تحقيق تطلعات الجنوبيين، ولا أهم في هذه التطلعات من استعادة الدولة وفك الارتباط.