غريفيث في صنعاء.. هل تؤتي تحركات الوقت الضائع ثمارها؟

الأحد 30 مايو 2021 20:15:00
غريفيث في صنعاء.. هل تؤتي تحركات الوقت الضائع ثمارها؟

يمكن وصف زيارة المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، إلى صنعاء على أنها جولة "الوقت الضائع" قبل أيام قليلة من تسلمه منصبه الجديد كوكيل للأمين العام للأمم المتحدة، وهو ما يطرح العديد من الأسئلة بشأن جدوى الزيارة التي تأتي لأول مرة بعد عام تقريبا، في ظل استمرار التصعيد الحوثي في جبهات مختلفة ووصلت مؤخرا إلى تهديد أمن الملاحة في البحر الأحمر.

تأتي زيارة غريفيث إلى صنعاء بعد مشاورات أجراها مع مسؤولين بسلطة عمان وسبقتها زيارة مماثلة إلى المملكة العربية السعودية، ما يشي بأن هناك ضغوطات دولية مارستها قوى عديدة في القلب منها سلطة عمان على العناصر المدعومة من إيران للموافقة على لقاء المبعوث الأممي والاستماع إلى رؤاه التي قد تكون الأخيرة قبل أن يترك منصبه.

لا يمكن الفصل بين موافقة المليشيات الحوثية على لقاء غريفيث وبين استخدام الولايات المتحدة الأميركية سلاح العقوبات ضد عدد من قيادات العناصر التابعة لإيران المتورطة في التصعيد الأخير بمأرب، وبدا واضحا أن الحوثيين يسعون إلى إثبات حسن نواياهم تجاه السلام، لكن من دون أن يقدموا مزيدا من التنازلات على مستوى عملياتهم الإرهابية التي يقدمون على ارتكابها يوميا بحق المدنيين.

يرى مراقبون أن فرص نجاح زيارة غريفيث إلى صنعاء محدودة للغاية، وهناك جملة من العوامل قد تقود إلى الفشل، على رأسها عدم توافر الدافع الرئيسي الذي يجعل إيران مضطرة للجنوح نحو السلام في الوقت الحالي، إذ أن الولايات المتحدة لم تمارس عليها ضغوطا فاعلة تجعلها مرغمة على تقديم تنازلات، إلى جانب أن الشرعية الإخوانية في اليمن مازالت تتحالف مع العناصر المدعومة من إيران وتترك لها مساحات واسعة من محافظات الشمال وتتعاون معها من أجل تمددها في الجنوب.

من وجهة نظر هؤلاء فإن العناصر المدعومة من إيران سبق أن رفضت جميع المبادرات التي تقدم بها غريفيث من أجل الوصول لاتفاق سلام، وتسعى بالأساس إلى كسب الوقت من أجل حصد مزيد من المكاسب السياسية مستقبلا، وتدرك أن مهمة غريفيث قاربت على الانتهاء، ومن الممكن إضاعة مزيد من الوقت حينما يجري تعيين مبعوث جديد لليمن خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة.

وهبطت طائرة المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، قبل قليل، في مطار صنعاء، في أول زيارة للمبعوث الدولي منذ نحو عام إلى المدينة الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران.

وكشفت مصادر مطلعة في تصريحات لـ "المشهد العربي" عن اعتزام غريفيث لقاء قيادات حوثية - خلال الزيارة التي تستغرق يومين - لمناقشة مقترحات وقف إطلاق النار وفتح مطار صنعاء وآلية دخول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، في محاولة لجلب أطراف الصراع إلى مشاورات جديدة للحل السلمي.

وأضافت أن غريفيث يسعى لحلحلة أزمة تعثر صيانة ناقلة النفط صافر العائمة قبالة سواحل الحديدة التي تهدد بكارثة إنسانية.

وأكدت صحيفة البيان الإماراتية، أن هناك ضغوطا دولية تمارس على مليشيات الحوثي الإرهابية لإجبارها على استئناف مباحثات السلام الأممية، مشيرة إلى رفض المليشيا المدعومة من إيران لقاء المبعوث الأممي، مارتن جريفيث، قبل أسبوعين، هربًا من مناقشة خطته لوقف القتال.

وأوضحت أن هناك إجماعا من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، ووسطاء إقليميين، لدفع المليشيا الحوثية الإرهابية إلى وقف النار.

غادر المبعوث الأممي لليمن، مارتن جريفيث، سلطنة عمان، عقب جولة مباحثات مع كبار المسؤولين العمّانيين، وكشف، في بيان، عن أن المباحثات تطرقت إلى التوصّل إلى وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد، والتزام الأطراف بإعادة إطلاق عملية سياسية لإنهاء النزاع.

وأوضح أن الدعم الدولي والإقليمي المستمرين، يؤكدان أنه لا يزال بإمكان أطراف الصراع اغتنام الفرصة والتقدّم نحو حلّ للنزاع.