الجزيرة ووثائق الواشطن بوست.. سقوط في اختبار جديد لـالمهنية
ما زالت قناة الفتنة القطرية "الجزيرة" تقدم الدليل تلو الدليل على كذب شعاراتها حول "الرأي والرأي الآخر"، أو المهنية والحيادية، كما اتضح في الساعات الـ 24 الأخيرة بتجاهل الوثائق التي نشرها الإعلام الأمريكي حول تورط قطر في تمويل الإرهاب عبر الفدية.
فبالرغم من الضجيج العالمي الذي صاحب ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أمس السبت من وثائق عن مراسلات بين قطر والجماعات الإرهابية، وانشغال وسائل الإعلام بالرصد والتحليل لها، إلا أن "الجزيرة" بدت كأنها في كوكب آخر.
والمتصفح لحسابات القناة على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الـ 24 ساعة الماضية، يرصد استمرار انشغالها بنشر الأخبار التي تدعم مليشيا الحوثي في اليمن، وحركة حماس في قطاع غزة، فيما تسيء لمصر والإمارات والسعودية، واختفى الحديث عن مراسلات قطر.
في المقابل، كانت الجزيرة تفرد مساحات واسعة من الرأي والتحليل والأخبار لتغطية ما كانت تصفها بتسريبات ترى فيها إساءة لدول الرباعي (الإمارات، مصر، السعودية، البحرين) التي اتخذت قرار مقاطعة الدوحة منذ يونيو/حزيران 2017 عقابا لها على دعمها للإرهاب.
ونشرت "واشنطن بوست" الأمريكية، السبت، نسخا من رسائل نصية عبارة عن مراسلات لدبلوماسيين قطريين في أبريل/نيسان 2017 يتحدثون فيها عن تواصلهم مع جماعات إرهابية مثل "حزب الله" في العراق التابع لمليشيا الحشد الشعي، و"حزب الله" في لبنان، ومع مليشيا الحرس الثوري الإيراني، تضمنت مطالب تلك المليشيات من قطر بتقديم فدية وأموال بلغت نحو نصف مليار دولار مقابل إطلاق سرا 25 قطريا اختطفتهم جماعات إرهابية جنوب العراق.
ووافقت قطر بالفعل على دفع هذه الفدية؛ وهو ما اعتبر تمويلا غير مباشر للإرهاب.
تفاصيل الصفقة
وسبق أن أغمضت "الجزيرة" عينيها عن انتهاكات أخرى لمسؤوليها، منها التسجيلات التي يتآمر فيها وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي على السعودية، والحديث عن تقسيمها لعدة دول، وعما تم نشره عن دور قطري في بناء المستوطنات الإسرائيلية.
كذلك تصمت عن الإضرابات العمالية التي تجري على أراضيها، والخسائر الاقتصادية التي منيت بها خزانتها في العام الأخير، والاعتقالات التي يتعرض لها قطريون يطالبون أميرها بإصلاحات.
وتعد "الجزيرة" في ذلك فريدة في نوعها على مستوى العالم، فلا يوجد وسيلة إعلامية في العالم، حكومية أو حزبية أو خاصة، إلا وتتحدث عن الإيجابيات والسلبيات فيما يخص البلد الذي تنتمي إليه، عدا "الجزيرة"، التي لم تتحدث يوما عن أي سلبيات في قطر، فيما تنشط بقوة في تنفيذ أجندة تشويه الدول التي تعد خصوما لمن يديرونها من وراء ستار.