الحوثي يرفض السلام.. هل تُشهر الولايات المتحدة ورقة العقوبات مجددا؟
فشلت زيارة جريفيث إلى صنعاء والتي استمرت يومين حاول خلالها إقناع المليشيات الحوثية بخطته نحو السلام، غير أنه غادر من دون أن يحصل على موافقة حوثية، ما يؤكد على أن العناصر المدعومة من إيران مازالت غير ساعية للسلام، وأنها تسعى لإضاعة مزيد من الوقت إرضاءً لطهران التي تربط بين الأزمة في اليمن وبين ملفها النووي مع الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية.
يطرح الفشل الجديد والذي قد يكون الأخير أيضا لغريفيث في صنعاء قبل تسلم مهمته الجديدة العديد من الأسئلة بشأن مستقبل السلام في اليمن، على رأسها ماهية ردة فعل الولايات المتحدة الأميركية على الرفض الحوثي للمبادرة الأممية؟ وما إذا كانت قد تُشهر مجددا ورقة العقوبات ضد المليشيات الحوثية وعناصرها؟ وما إذا كان لدى إدارة بايدن رغبة في تصحيح خطئها الفادح بشأن إلغاء تصنيف المليشيات إرهابية؟
يبرهن الموقف الأميركي المؤيد للمبادرة الأممية على أن الولايات المتحدة ستمارس مزيدا من الضغوط على العناصر المدعومة من إيران للقبول بالجلوس على طاولة المفاوضات تحديدا وأنها تتعامل مع الأزمة اليمنية على أنها جزء لا ينفصل عن محاولاتها تحجم إرهاب إيران بالمنطقة، غير أن مدى قوة ردة الفعل تبدو غير واضحة حتى الآن في ظل اتخاذ الولايات المتحدة سياسة مهادنة مع طهران.
يرى مراقبون أن الولايات المتحدة أدركت أن العقوبات التي وقعتها بصورة فردة على قياديين حوثيين لم تكن ذات تأثير إيجابي على مستوى الضغط عليها، وبالتالي فإنها سوف تضطر لاستخدام أساليب أكثر خشونة الأيام المقبلة حال وجدت تعنتا مماثلا تجاه مبعوثها الذي عينته للأزمة اليمنية، غير أن الأمر سيرتبط أيضا بمدى سير مفاوضات الاتفاق النووي، وفي حال رأت الولايات المتحدة أن هناك ضرورة ملحة للضغط على إيران فإن ذلك ستكون نتيجته مزيدا من العقوبات.
غادر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، اليوم الاثنين، صنعاء بعد زيارة استغرقت يومين التقى خلالهما زعيم المليشيا الإرهابية عبدالملك الحوثي، وقيادات أخرى، وقدم جريفيث إحاطة صحفية موجزة في مطار صنعاء قبيل مغادرته لم تكشف عن أي خطوة أو نتائج ملموسة نحو السلام.
وقالت مصادر مطلعة لـ "المشهد العربي"، إن المليشيا المدعومة من إيران رفضت خطة السلام المعدلة التي طرحها المبعوث الدولي، كما رفضت إيقاف الهجوم العسكري في مأرب.
وكان جريفيث قد استهل زيارته أمس الأحد، بلقاء زعيم المليشيا الإرهابية، الذي أكد تمسك جماعته بأولوية رفع القيود عن سفن المشتقات النفطية، قبل البحث في مفاوضات في الملف العسكري، أو السياسي.
وتضمنت خطة جريفيث المدعومة من مجلس الأمن، وقفًا شاملًا لإطلاق النار، وتدابير إنسانية واقتصادية من قبيل استئناف دفع مرتبات الموظفين، وصولا إلى إحياء العملية السياسية المتوقفة.
دعت وزارة الخارجية الأمريكية، مليشيا الحوثي الإرهابية إلى وقف انتهاكاتها وإطلاق سراح المعتقلين في سجونها، وأكدت أن هناك فرضة لإقرار السلام، مطالبة المليشيا المدعومة من إيران بالعمل على استغلالها.
وحذر متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، من عواقب إنسانية مدمرة، لمواصلة مليشيا الحوثي الإرهابية عدوانها على محافظة مأرب.
قالت صحيفة عكاظ السعودية، أن الجولات الدبلوماسية من قبل المبعوث الأممي مارتن غريفيث، والمبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيم ليندركينج، خلال الأشهر والأيام الماضية، لحل الصراع في اليمن، أثبت رفض المليشيات الحوثية الإرهابية الانخراط في عملية السلام.
وأضافت في تقرير نشرته اليوم الاثنين، أن المليشيا المدعومة من إيران ترغب في عملية سلام تتناسب مع أطماعها المستقبلية، دون ضمانات.
وأكدت أن موقف المليشيا الإجرامية يفضح توجهاتها ونواياها الخبيثة، بالسماح لإيران بتحويل اليمن إلى ترسانة أسلحة، ومصانع للمتفجرات، لاتخاذ اليمن منصة لتهديد المملكة، ودول المنطقة.