انتكاسة الحوثي تشعل صراعا محتدما بين عناصر المليشيات
كشفت أرقام التحالف العربي التي أظهرت أن المليشيات الحوثية الإرهابية فقدت 20 ألف مقاتل في صفوفها بين قتيل وجريح خلال الستة أشهر الماضية عن انتكاسة العناصر المدعومة من إيران، في الوقت الذي تتلقى فيه خسائر يومية على يد القوات المشتركة في جبهة الحديدة والأمر ذاته أمام القوات المسلحة الجنوبية في جبهة الضالع.
بالطبع لن تعترف العناصر المدعومة من إيران بالانتكاسة التي تتعرض لها وتحاول التغطية قدر الإمكان عن الخسائر التي تتلقها يوميا، لكن ما يفضحها دفن عناصرها بصورة جماعية وبشكل مستمر في صنعاء، ما يبرهن على أنها تتلقى ضربات موجعة بشكل يومي، هذا إلى جانب تصاعد وتيرة الصراعات بين قياداتها وتوالي الاشتباكات المسلحة التي تبرهن على أن هناك أزمات داخلية وخلافات حول تحميل نتيجة هذه الخسائر لأشخاص بعينها.
قد يكون للمبعوث الإيراني لدى المليشيات حسن إيرلو يد فيما تمر به المليشيات الحوثية ومنذ أن وطأت قدماه صنعاء لم تتوقف الاشتباكات المسلحة بين عناصر الحوثي، إما برضاه أو إيعاز منه بحثا عن تقوية طرف على حساب الآخر، أو رغما عن إرادته في ظل إيمان المليشيات بلغة السلاح التي لا تجيد غيرها حتى في التعامل مع الخلافات الداخلية بين عناصرها.
تدرك المليشيات الحوثية أن دورها قد ينحسر في أي لحظة إذا ما قررت إيران التخلي عن استخدامها سلاحا تهدد به المنطقة العربية والولايات المتحدة، وبالتالي فإنها تبحث عن غنم المكاسب سريعا، فكل قيادة تستهدف تأمين مستقبلها المالي والسياسي أيضا ولعل ذلك ما يؤدي إلى كثرة الاشتباكات ويقود مباشرة إلى انتكاساتها على أكثر من جبهة.
دكت القوات المشتركة أمس الأحد، مواقع وتحصينات تابعة لمليشيات الحوثي الإرهابية في مثلث البرح، ووجهت ضربات على مواقع وتحصينات للمليشيات الحوثية في جبهة البرح، وأسفرت عن دك مواقع المليشيات الحوثية وتدمير طقم حوثي، ومصرع من كانوا على متنه.
كما أحبطت القوات المشتركة، مساء أمس الأحد، محاولات تسلل نفذتها مليشيات الحوثي الإرهابية جنوب الحديدة، ووقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين خلال محاولة عناصر حوثية التسلل لاختراق خطوط التماس جنوب المديرية، وسقط عدد من عناصر مليشيا الحوثي بين قتيل وجريح على أيدي القوات المشتركة.
كما تمكنت القوات المشتركة، أمس أيضا، من إحباط تحركات وتعزيزات للمليشيات الحوثية الإرهابية عبر خط زبيد جنوب الحديدة، وحققت القوات المشتركة، إصابات مباشرة في صفوف عناصر المليشيات الحوثية الإرهابية، وأخمدت مصادر نيران حوثية استهدفت قرى ومزارع المواطنين شرق الجبلية.
وفي المقابل قالت صحيفة الشرق الأوسط، إن التنافس بين قيادات مليشيا الحوثي الإرهابية على ملكية الأراضي في صنعاء، وسع من قاعدة الصراع بين أجنحتها.
وأشارت في تقرير نشرته اليوم الأحد، إلى انصراف المدعو محمد الحوثي إلى مصادرة وإعادة تمليك مساحات كبيرة من الأراضي وانتزاعها من آخرين بذريعة أنها أراضٍ تتبع الأوقاف أو أنها كانت مملوكة للدولة.
وأضافت الصحيفة أن اشتداد الصراع بين أجنحة المليشيات على الأموال والنفوذ، أزاح القيادي المدعو محمد علي الحوثي من المنافسة السياسية واستُحدثت له هيئة سمّوها الهيئة العدلية، على الرغم من عدم وجود أي أساس دستوري أو قانوني لها.