حيدان من التهديد إلى الهروب.. جنوب يرعب أعداءه
فارق زمني بسيط للغاية لموقفين كان بطلهما وزير الداخلية في حكومة المناصفة المدعو إبراهيم حيدان، بين تهديده للجنوب في أحدهما، وهروبه من الميدان من أمام الجنوبيين في الآخر.
أكثر تفصيلًا، ظهر حيدان في 18 مايو الماضي، من مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، وهو يتوعد الجنوب ويهدد بشن عدوان غاشم على أراضيه وتحديدًا العاصمة عدن.
ففي تصريحاته التي وصفت بـ"العدائية"، حاول حيدان تحسين سمعة الشرعية عبر الإدعاء بأنّ هذا النظام المخترق إخوانيًّا حريص على إنجاح اتفاق الرياض، لكن تصريحاته حملت تمهيدًا لشن عدوان عسكري ضد العاصمة عدن بذريعة مواجهة ما أسماها بـ"الخلايا الحوثية النائمة".
بعد هذه التصريحات "العنهجية" التي حملت تهديدات واضحة وصريحة، جاء الميدان ليشهد على هروب حيدان كأولئك الذين يهربون خوفًا وفزعًا، وقد تجلّى ذلك أمس الاثنين عندما غادر وزير الداخلية مدينة المكلا في ساحل حضرموت، عقب تجمهر المواطنين بعلم الجنوب أمام مقر إقامته.
واحتشد الأهالي في المدينة، بمحيط مقر إقامة المدعو حيدان، ما دفعه إلى الهروب مسرعًا برفقة أطقم من مليشيا الشرعية الإخوانية.
الواقعتان جرتا في غضون أقل من أسبوعين، "الأولى" أظهرت تهديدات واضحة وصريحة بأن الشرعية تستهدف العاصمة عدن، لكن "الثانية" جاءت لتفضح مدى وهن الشرعية أمام الجنوب وقوة شعبه وجسارة جيشه، بدليل هروب ذلك الذي ظهر متوعدًا ومهددًا من أمام جمع من الجنوبيين.
هروب حيدان يحمل دلالة صارخة على مدى وهن الشرعية أمام المواطنين الجنوبيين، وأن الشعب إذا ما تحرك وانتفض وثار ستكون له كلمة الحسم فيما يتعلق بتوجهه نحو استعادة الدولة وفك الارتباط.
كما أن واقعة الهروب تحمل دلالة واضحة وصريحة عن مدى رعب الشرعية من الجنوب، وأن النظام المخترق إخوانيًّا الذي يجيد إطلاق التهديدات لكنه في واقع يعيش أيامًا صعبة بالنظر إلى قوة الجنوب الحاسمة.
قوة الجنوب تترجم على صعيد آخر، وهي جسارة القوات المسلحة الجنوبية التي تُسطِّر أعظم الملاحم البطولية في سبيل الدفاع عن أمن الجنوب وتحصين الأرض من المؤامرات التي تُحاك ضد أراضيه على مدار الوقت.
مجريات الأمور على الأرض تبعث برسالة واضحة إلى الشرعية، وهي أنها مهما هددت وتوعدت أو حتى انتهكت واعتدت، فإنّ الجنوب، قيادةً وشعبًا وجيشًا، سيظل قادرًا على تجاوز الاستهداف المتواصل الذي يتعرض له الجنوب.
