حميد الأحمر يعري حماقات الشرعية ضد الجنوب
رأي المشهد العربي
كشفت تصريحات القيادي الإخواني المدعو حميد الأحمر وتهديده بإسقاط العاصمة عدن في غضون أسبوع، أبعاد الحماقات التي ترتكبها الشرعية الإخوانية بحق الجنوب طيلة السنوات الماضية، إذ أنه أكد على أن هدفها الأساسي هو احتلال الجنوب وعرقلة خطواته نحو استعادة الدولة وليس التخلص من المليشيات الحوثية مثلما تدعي قيادتها ليل نهار.
فضحت تصريحات حميد الأحمر توجهات الشرعية قبل الجلوس على طاولة المفاوضات مجددا في الرياض لاستكمال تنفيذ بنود الاتفاق الذي رعته المملكة العربية السعودية قبل عامين تقريبا، إذ أنها لا تلتفت بالأساس إلى الاتفاق ولا تعيره اهتماما، ويعد جلوسها على الطاولة مجددا بمثابة محاولة لإضاعة المزيد من الوقت وإتاحة الفرصة للمليشيات الحوثية لتنظيم صفوفها بعد الخسائر التي تلقتها على يد قبائل مأرب والتحالف العربي مؤخرا.
وبرهنت التصريحات الأخيرة على أن حروب الخدمات التي شنتها الشرعية ضد الجنوب وتحريضها على تجميد حكومة المناصفة ودفعها نحو ترك مواقعها في العاصمة عدن، وتحشيدها العسكري المستمر ضد الجنوب هدفه السيطرة على مقدرات الجنوب وإفشال أي خطط من شأنها مجابهة المليشيات الحوثية.
تكفي التصريحات العلنية للمدعو حميد الأحمر للتعامل مع الشرعية على أنها طرف معاد للتحالف العربي وليس الجنوب فقط، إذ أن مساعيها لإسقاط عاصمة الجنوب لا تنطوي على أبعاد عدائية فقط مع المجلس الانتقالي أو أبناء الجنوب، لكنها تعبر عن توجه إيراني قطري تركي يسعى لتقويض أي جهود سياسية تبذلها قوى إقليمية ودولية عديدة باتجاه الذهاب نحو وقف إطلاق النار والتوصل لاتفاق سياسي شامل.
برهنت هذه التصريحات أيضا على أن السلوك العدائي من الشرعية ضد الجنوب لم يكن هدفه الأساسي بسط سيطرتها على محافظات الجنوب لتأمينها من المليشيات الحوثية كما أدعت ذلك مرارا وتكرارا لكنها بالأساس تستهدف تحويلها إلى مرتع لعناصرها الإرهابية التي فرت هاربة من الشمال بفعل تسليم الجبهات إلى العناصر المدعومة من إيران، وهو أمر طالما أكد عليه المجلس الانتقالي الجنوبي دون أن يلقى الاهتمام المطلوب من المجتمع الدولي والأطراف الإقليمية.
هناك بعد آخر لا يمكن تجاهله وراء هذه التصريحات، إذ أنها تؤكد على ضيق أفق الشرعية وانحسار أدواتها في التعامل مع تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي المنظمة على مستويات سياسية ودبلوماسية وعسكرية مختلفة، ولا يمكن الفصل بين هذه التصريحات وبين مساعي المدعو الأحمر لاستفزاز الجنوب ودفعه نحو الانخراط في مواجهات عسكرية واسعة النطاق تحقق الغرض المطلوب للشرعية.
ويؤكد إطلاق تلك التصريحات من أحد عملاء قطر وتركيا على أن هذا المحور يواجه هزائم متتالية في مواجهة التحالف العربي الذي أجهض مخطط تسليم محافظة مأرب، وبالتالي فإن الدفع نحو إثارة القلق والتوتر باتجاه العاصمة عدن قد يكون حلا مناسبا تستعيد فيه تلك القوى مكاسبها عبر تشتيت جهود التحالف العربي والقوات المسلحة الجنوبية.