تدمير التعليم.. توسع حوثي في تفجير الحاضر والمستقبل
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية، حربها العبثية في صيف 2014، دأب هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران على ارتكاب أبشع صنوف الجرائم والاعتداءات ضد العاملين في قطاع التعليم، بغية تدميره بشكل كامل.
توثيقًا لحجم الأعباء التي تكبدها قطاع التعليم والعاملين فيه، كشفت إحصاءات نشرتها الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء، أن 170 ألف معلم وأسرهم محاصرون بالجوع بسبب سطو المليشيات على رواتبهم منذ 2016.
ودأبت المليشيات الحوثية، وفق الصحيفة، على جمع مبالغ كبيرة بالدولار تحت مسمى الزكاة، بدون إنفاقها، بينما تجوع أسر المعلمين.
توثّق هذه المعلومات جانبًا من الكلفة المرعبة التي نتجت عما مارسته المليشيات الحوثية الإرهابية من جرائم واعتداءات مثّلت فتكًا غادرًا بهذا القطاع الحيوي والرئيسي.
جرائم المليشيات الحوثية أدت بشكل رئيسي إلى تدهور منظومة التعليم وتسرب أعداد كبيرة من المدارس، وهو ما يضع قطاع التعليم على حافة الهاوية.
وأظهرت تقارير أممية أن أكثر من 4.5 مليون طفل تسربوا وحُرموا من التعليم منذ اندلاع الحرب الحوثية، بسبب تدمير المليشيات للمدارس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.
وكثرت تحذيرات المحللين من أن الأطفال غير المُلتحقين بالمدارس مُعرضون بشكل مُتزايد إلى خطر ارتفاع وتيرة العنف وسوء المعاملة والاستغلال، وهو ما ستكون له تداعيات كبيرة وتأثيرات عميقة على مستقبلهم.
كما عملت المليشيات الحوثية على تعطيل العملية التعليمية والاستفادة من الأطفال في التجنيد والزج بهم في جبهات القتال، إضافة إلى وضع مناهج تدعو للطائفية والكراهية وتهدد النسيج الاجتماعي.
نوعية أخرى من الجرائم الحوثية ضد قطاع التعليم تمثلت في عمل المليشيات على خصخصة المدارس الحكومية، بما يمكنها من فرض رسوم باهظة على السكان وبالتالي تكوين ثروات ضخمة، بالإضافة إلى حرمان غير القادرين من حصول أطفالهم على حقهم في التعليم.
كل هذه الجرائم التي ارتكبها الحوثيون أدّت بشكل مباشر إلى تدمير العملية التعليمية وهو ما ينذر بمخاطر مستقبلية مرعبة، سيدفع ثمنها أعداد كبيرة للغاية من الأطفال والشباب الذين سيحرمون من التعليم.