الحوثيون ونهب الأراضي.. تكوين للثروات وطردٌ وإفقارٌ للسكان
يمثل نهب الأراضي، أحد صنوف الإجرام الخبيث الذي لا تتوقف مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران عن ممارسته عملًا على تكوين ثروات ضخمة.
أحدث جرائم المليشيات في هذا الإطار تمثلت في سطو قيادات حوثية نافذة على مساحة كبيرة تابعة لنادي الفروسية في منطقة حزيز جنوبي صنعاء وباعت قطعا كبيرة منها.
"المشهد العربي" علم من مصدر مطلع أن قيادات حوثية، وبالتواطؤ مع وزير الشباب والرياضة في حكومة المليشيات "غير المعترف بها" المدعو محمد حسين المؤيدي، باعت 500 لبنة من أراضي تابعة لنادي الفروسية البالغة ألف لبنة.
وقسّمت المليشيات الحوثية، هذه المساحة كقطع صغيرة ومتوسطة، لبيع الواحدة منها بسعر بين ستة إلى تسعة ملايين ريال للبنة الواحدة، في صفقة درت المليارات على قيادات المليشيات.
وكشف المصدر عن تخطيط قيادات المليشيات بيع ما تبقى من المساحة المخصصة للنادي على غرار الأولى.
تُضاف هذه الجريمة الحوثية إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي ترتكبها المليشيات، بغية العمل على تكوين ثروات ضخمة، باعتبار أن هذا الهدف هو أحد الأسباب التي تقود المليشيات نحو إطالة أمد الحرب.
ولا تفوّت مليشيا الحوثي أي فرصة عن ارتكاب أي جرائم مقابل العمل على تكوين ثروات ضخمة، في وقتٍ يُحاصر فيه السكان من قائمة طويلة من الأعباء والأزمات المعيشية، وهي أزمات نجمت بشكل مباشر عن فوضى الخدمات التي غرست المليشيات بذورها.
ويتمثل استهداف السكان من هذا الإجرام الحاد فيما يخص عمل المليشيات على إجبار السكان على النزوح من مناطقهم وإجبارهم على مغادرتها، علمًا بأن أغلب هؤلاء لا يجد أماكن إيواء إنسانية، ويضطرون للإقامة في مخيمات تفتقد أدنى معايير الحياة الآدمية.
وبنظرة أبعد لهذا الإجرام الحوثي، فمن الملاحظ أن المليشيات تحاول - من خلال العمل على نهب الأراضي بشكل عام - إحداث تغيير ديمغرافي؛ وذلك من أجل تعزيز نفوذها على الأرض عبر طرد السكان من أراضيهم.