أزمة اليمن الصحية.. أوجاع صنعتها الجرائم الحوثية وعبث الشرعية

الجمعة 4 يونيو 2021 01:26:00
أزمة اليمن الصحية.. أوجاع صنعتها الجرائم الحوثية وعبث الشرعية

أزمة صحية مرعبة يعيشها اليمن من جرّاء الحرب العبثية الغاشمة التي أشعلتها المليشيات الحوثية الإرهابية في صيف 2014، في وقت لا يتبرأ فيه نظام الشرعية من المسؤولية أيضًا بفعل السياسات الخبيثة التي اتبعها على مدار الفترات الماضية.

ففي توثيق مرعب لحجم الأعباء الصحية، وصعوبات تقديم الخدمات أمام قطاعات عريضة من السكان، كشف مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا"، عن تلقى الشركاء الصحيين 10٪ من التمويل المطلوب خلال العام الجاري.

المكتب الأممي أكد في بيان له، حاجة شركاء المجال الصحي إلى مزيد من الدعم لتحسين البنية التحتية الطبية، واحتواء انتشار الأمراض المعدية.

يوثق البيان الأممي، مدى حاجة القطاع الصحي إلى دعم عاجل من قِبل الجهات المانحة من أجل إنقاذ السكان من هول الأعباء التي خلّفتها الحرب الراهنة.

فعلى مدار الفترات الماضية، أحدثت الحرب الحوثية تفشيًا مرعبًا للعديد من الأوبئة القاتلة ضمن أزمة صحية تُدرج ضمن أكثر الأزمات بشاعة على مستوى العالم أجمع، وذلك بعدما زرعت المليشيات بيئة خصبة أمام انتشار الأمراض.

وتحدثت الكثير من التقارير الأممية عن أن الأمراض الوبائية تشكل تهديدًا حقيقيًّا لحياة السكان في ظل انتشار البعوض الناقل للمرض في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

كما مارست المليشيات أيضًا ترديًا واسع النطاق في تقديم الخدمات الصحية، بالإضافة إلى أنّ المستشفيات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين لم تسلم من استهداف غادر تمارسه المليشيات ما أسفر عن خروج عدد كبير منها من الخدمة.

وارتكب الحوثيون أيضًا جرائم نهب واسعة طالت المعدات الطبية من أجل الاستفادة من بيعها في السوق السوداء، عملًا على تكوين ثروات ضخمة دون أن تشغل المليشيات بالًا بتحسين أوضاع السكان.

هذا الوضع المروع تتحمل أيضًا الشرعية جانبًا رئيسيًّا من المسؤولية عنه، وذلك بعدما وقفت على مدار الفترات الماضية حجر عثرة أمام الاستقرار السياسي والحسم العسكري، ما أسفر عن إطالة أمد الحرب وتقليل فرص إمكانية القضاء على السرطان الحوثي المتوغل.

وفيما يعتبر السكان هم ضحية ما يتم ارتكابه من اعتداءات سواء حوثية أو إخوانية، فإن مواجهة مثل هذه الأعباء تستلزم ضرورة العمل على تكثيف الجهود الإغاثية في سبيل دعم الأوضاع الصحية على صعيد واسع.

في الوقت نفسه، فإن هناك حاجة ماسة لأن يتم التصدي للإجرام الحوثي الذي يثقل كاهل السكان، ومواجهة سياسات الشرعية العبثية التي تطيل أمد الحرب وتمكّن المليشيات المدعومة من إيران من استمرارمشروعها الخبيث الذي يضر بالمدنيين على صعيد واسع.