أزمة صرف صحي.. إهمال الشرعية يطفح في وجه مواطني شبوة
صرخة غضب جنوبية صدحت من جديد في محافظة شبوة، الغارقة بين براثن الكثير من الأزمات المعيشية الحادة في كافة القطاعات، استنكرها المواطنون، في محاولة لإحداث تغير جذري يستأصل النفوذ الإخواني من كافة أرجاء الجنوب.
ففي مدينة عتق، مركز محافظة شبوة، استنكر المواطنون تردي الخدمات فيما يتعلق بمظاهر انتشار القمامة وطفح مياه الصرف الصحي، مؤكدين أن هذه الأزمات ناجمة عن الإهمال الذي تمارسه سلطة الإخوان المحتلة لمحافظة شبوة "إداريًّا".
وعلى مدار الأيام الماضية، شوهدت مياه المجاري وهي تغرق شوارع المدينة وسط تجاهل إخواني تام، فيما يحاول الأهالي مواجهة الأزمة عبر الجهود الذاتية لإصلاح شبكة الصرف الصحي.
واتهم الأهالي، السلطات المحلية في المحافظة بالعمل على تعميق الأزمات المعيشية، للتنكيل بالمواطنين الرافضين لوجودها.
صرخة مواطني شبوة تعبر عن حجم الأعباء التي يتكبدها المواطنون من جرّاء الإهمال الحاد الذي يهيمن على كافة القطاعات المعيشية في المحافظة والتي للمفارقة تزخر بثروة نفطية كبيرة.
وإلى جانب أزمات الصرف الصحي المتواصل، تعاني شبوة من انقطاع متواصل للكهرباء، ونقص حاد للمياه، وشح كبير في الغاز المنزلي وكذا في المحروقات، فضلًا عن الفوضى الأمنية التي ضربت المحافظة على صعيد واسع، وهي أزمات كلها غذّتها السلطة الإخوانية بقيادة المحافظ المدعو محمد صالح بن عديو التي أشرفت على إحداث تردٍ حاد في كافة القطاعات الخدمية.
ما تتعرض له شبوة يندرج في إطار ما يعرف بـ"حرب الخدمات" التي تشنها مليشيا الشرعية الإخوانية ضد الجنوب، في محاولة لصناعة فوضى مجتمعية شاملة تُجهِض وتهدد النجاحات الكبيرة التي حققتها القضية الجنوبية تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، على مدار الفترات الماضية.
حرب الخدمات التي تشنها الشرعية أثارت غضبًا جنوبيًّا على كافة الأصعدة، وقد عبر عن ذلك الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بقوله في ذكرى إعلان فك الارتباط: "ما يعانيه شعبنا الجنوبي اليوم جراء الانهيار الاقتصادي والخدمي المتعمد ما هو إلا امتداد لممارسات قوى الاحتلال الساعية لتحطيم معنويات الجنوبيين، وكسر إرادتهم، ودفعهم للتراجع عن مشروعهم الوطني، وفي مقدمة ذلك قيامهم بتعطيل الخدمات العامة".
تصاعد حدة الأعباء على الجنوبيين أمرٌ يرجع في أحد أسبابه أيضًا إلى تنصل حكومة المناصفة عن أداء مهامها وعزوفها عن العودة إلى العاصمة عدن، بما يفسح المجال أمام تفشي الأزمات الحياتية والمعيشية أمام الجنوبيين.
وفيما تُجرى حاليًّا محادثات في السعودية لإعادة إحياء مسار اتفاق الرياض، فإن هذه الجولة يستوجب أن تشهد ضغطًا على نظام الشرعية للتوقف عن صناعة الخدمات التي تحاصر الجنوب، بما يقود إلى تحقيق الاستقرار المجتمعي، وهو هدف جنوبي مهم في هذه المرحلة.