مرخة السفلى تتصدى للنهب الإخواني.. وقفة شعبية تمنع تهريب ثروة شبوة النفطية
في الوقت الذي تتمادى فيه مليشيا الشرعية الإخوانية في العمل على نهب ثروة شبوة النفطية وتهريبها إلى مناطق سيطرة الحوثيين، فإن مواجهة شعبية وقفت كسد منيع أمام جريمة إخوانية جديدة في هذا الصدد.
حدث ذلك بمديرية مرخة السفلى بمحافظة شبوة، عندما منع مواطنو منطقة خورة تهريب قاطرات المحروقات على طرق المنطقة.
وقالت مصادر محلية إنّ أبناء منطقة خورة أوقفوا الطريق الذي يمر عبره تهريب قواطر المحروقات لمليشيا الحوثي الإرهابية في محافظة البيضاء.
وعلى إثر ذلك، تكدست القاطرت المحملة بنفط المحافظة المهرب على الخط الرابط بين خورة ومحافظة البيضاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الشرعية الإخوانية.
وعبر أهالي المنطقة عن رفضهم انشغال السلطة المحلية الإخوانية، بتهريب ثروات المحافظة، وتجاهل احتياجات السكان.
تحمل هذه المواجهة النوعية أهمية بالغة فيما يخص التصدي الشعبي من قِبل الجنوبيين تجاه ما باتت توصف بـ"الجرائم الخسيسة" التي ترتكبها مليشيا الشرعية الإخوانية، مستغلة قبضتها الاحتلالية على شبوة للتمادي في ارتكاب هذه الجرائم.
أهمية هذه المواجهة تتمثل جلية فيما يخص ضرورة التصدي لواحدة من أكثر الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الشرعية على مدار الفترات الماضية، وهي جريمة نهب ثروة شبوة النفطية إلى الحوثيين، في وقائع أثبتت بما لا يدع مجالًا للتشكيك حجم علاقات التقارب التي تجمع بين الحوثيين والإخوان.
إقدام مليشيا الشرعية الإخوانية على تهريب النفط لمناطق سيطرة الحوثيين أمرٌ يرى محللون أنه يكشف حجم التقارب والتنسيق بين هذين الفصيلين، بما يحمل دلالة واضحة وصريحة بأن مليشيا الإخوان لا تعادي الحوثيين، وأن عداء الشرعية منصب على العمل على احتلال الجنوب ونهب ثرواته ومصادرة مقدراته.
وشهدت الأيام القليلة الماضية، تكثيفًا واضحًا من قِبل مليشيا الشرعية في العمل على تهريب النفط من محافظة شبوة، وتُرصَد عشرات الناقلات وهي تتحرك بشكل يومي عبر طريق خورة في مديرية مرخة السفلى في اتجاه محافظة البيضاء.
وعملًا على إكمال ارتكاب الجريمة، فإن السلطة الإخوانية في شبوة التي يقودها المدعو محمد صالح بن عديو، تدفع مبالغ مالية إلى من يُوصفون بـ"المتنفذين"، ومهمتهم تتمثل في تأمين قوافل القاطرات المحملة بالمحروقات المهربة من المحافظة الغنية بالثروة النفطية.
وشبوة التي تتميز بمساحة شاسعة وتحظى بتنوع جغرافي مهم، تضم أكبر شركة لتسييل الغاز وثلاثة حقول نفطية تنتج 50 ألف برميل يوميًّا على الأقل، وتضم خمسة قطاعات نفطية منتجة هي قطاع جنة وقطاع عياد وقطاع شرق الحجر وقطاع الدامس وقطاع العقلة.
المحافظة غنية كذلك بأنواع مختلفة من المعادن أهمها الزنك والفضة والرصاص والملح الصخري والفلدسبار ورمل الزجاج والسيلكا والاسكوريا والبرلايت.
الثروات الهائلة التي تزخر بها محافظة شبوة دفعت مليشيا الشرعية الإخوانية للتمادي في جرائم النهب والسطو على هذه الثروات، لا سيما النفط الذي يتم الإتجار فيه مع المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
وفي إطار هذه الجرائم الإخوانية المنظمة، فقد سبق أن تم الكشف عن خروج عشرات الشاحنات المحملة بصهاريج النفط من شبوة إلى المنطقة الوسطى في أبين وذلك عبر صهاريج كبيرة ويتم تفريغها في شاحنات أصغر حجمًا، قبل أن تتجه إلى عقبة ومنها إلى محافظات خاضعة لسيطرة الحوثيين وتحديدًا البيضاء وذمار وصنعاء.
التمادي الإخواني في نهب وتهريب نفط شبوة ارتبط أيضًا بمشروع ميناء قنا، وهو مشروع روجت له كثيرًا الأبواق الإخوانية بأنه يرمي إلى إحداث التنمية، إلا أن واقع الحال كان مختلفًا وتبين أن الهدف الأساسي لهذا المشروع هو مواصلة تهريب النفط من شبوة بما يمكن مليشيا الشرعية الإخوانية من تكوين ثروات ضخمة.
وفيما تمثل هذه الجرائم الإخوانية نهبًا وسطوًا على ثروات الجنوب التي يفترض أن تؤمن الواقع المعيشي لمواطنيه، فإن تفاقم هذه الجرائم أمر يدفع إلى ضرورة العمل على استئصال النفوذ الإخواني من الجنوب بشكل كامل، بما يحقق الاستقرار المنشود على الأرض.