مؤسسة الشهداء.. منصة حوثية تنهب الموارد وتتجاهل أُسر القتلى
فيما يتمادى الحوثيون في العمل على التصعيد العسكري على مدار الوقت، فإن المليشيات المدعومة من إيران تواصل نهب الأموال والموارد بما يخدم مشروعها الخبيث تحت ذريعة الإنفاق على قتلاها، فيما تسمى زعمًا "مؤسسة الشهداء".
ووجِّهت اتهمت مباشرة للمليشيات الحوثية، بأنها ارتكبت جرائم سطو على قرابة 25% من الموارد، لتقديمها إلى المؤسسة المعنية بشؤون قتلاها، إذ تتذرع المليشيات بمساعدة أُسر قتلى الجبهات.
يأتي هذا فيما أفادت صحيفة "الشرق الأوسط"، اليوم السبت، بأن المليشيات الحوثية تواصل ارتكاب جرائم السطو على مقدرات وموارد المؤسسات بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت للصحيفة لكنها لم تسمها، فإن المليشيات الحوثية تواصل تحت ذرائع متعددة جرائم النهب المنظم لما تبقى من المقدرات والموارد في كافة مدن ومناطق سيطرتها.
المليشيات الحوثية تنفذ أجندة توصف بـ"الخبيثة"، وترمي من خلالها إلى تحقيق مصالحها المتناغمة مع التوجهات الإيرانية، وهي من أجل ذلك تتوسع في جرائم النهب والسطو على صعيد واسع وذلك من خلال فرض سيطرة وقبضة كاملة على كافة القطاعات.
مؤسسة القتلى التي دشنها الحوثيون، يُطلق عليها "مؤسسة الشهداء" وقد تم إنشاؤها عام 2011، بدأت بالاعتماد على التبرعات والجبايات في محافظة صعدة، وفي عام 2015 خصصت الميليشيات ميزانية لهذه المؤسسة، وفي عام 2018 أقرت استقطاع 25% من كافة الموارد، مع فرض تبرعات لصالح هذه المؤسسة.
وتتبع "مؤسسة الشهداء"، زعيم المليشيات المدعو عبدالملك الحوثي بشكل مباشر، وهي لا تخضع لأي رقابة أو محاسبة من أي جهة.
وفيما يرفع الحوثيون شعار وذريعة دعم أسر القتلى، فإن المليشيات لا تنفق الأموال على الأسر، وأن هذه الأموال يتم جمعها لخدمة لوبي الفساد المهيهن على المعسكر الحوثي، بغية تكوين ثروات طائلة.
وتكشف المعلومات الواردة من المعسكر الحوثي أن أسرة أي قتيل تحصل على 50 ألف ريال وسلة غذائية لا تتجاوز قيمتها 20 ألف ريال، علمًا بأن بقية الأموال تنفق على المشروع الحوثي ومصالح المليشيات.
ما يبرهن على ذلك هو أن أموال هذه المؤسسة خصصها الحوثيون في تمويل استثمارات في قطاعات عديدة لا سيّما القطاع التجاري، وقد تجلى ذلك في إنشاء أعداد مهولة من الشركات التجارية بملكية قياداتها.
في الوقت نفسه، فإن معاناة قاتمة يعاني منها أسر قتلى الحوثيين، وقد كشفت مصادر حقوقية في محافظة صنعاء أن أبناء عدد من قتلى المليشيات يفترشون الطرقات ويتسولون من أجل توفير احتياجاهم أسرهم، في ظل حالة من الإهمال والتجاهل من قِبل المليشيات تجاه هؤلاء.