خطة الشرعية للانقلاب على اتفاق الرياض والعدوان على الجنوب
رأي المشهد العربي
تجهز مليشيات الشرعية الإخوانية لمرحلة جديدة من معاداة الجنوب عبر تحركات سياسية بجناح عسكري، مدعومة تركيًّا، بما ينذر بمخاطر كبيرة على مسار اتفاق الرياض.
فبعد مرور عدة أيام على تهديدات أطلقها القيادي الإخواني المدعو حميد الأحمر بشن عدوان على العاصمة عدن ملوحًا وزاعمًا بالقدرة على احتلالها خلال أسبوع فقط، تم الكشف عن أن الرجل نفسه يجهز لتحركات سياسية مشبوهة.
هذه التحركات ستضم مجموعة من القيادات الإخوانية بين سياسيين ورجال أعمال وكذا شخصيات قبلية موالية للتنظيم الإرهابي، المهيمن على معسكر الشرعية بشكل كامل.
التحركات الإخوانية لن تقتصر على كونها سياسية لكن المخطط له شق عسكري، حيث تم الكشف عن توافق مبدئي على انضمام معسكرات إخوانية يقودها حمود المخلافي في تعز إلى جبهة حميد الأحمر، فضلًا عن معسكرات يقودها الإخواني أبو بكر الجبولي فيما يُسمى بـ"محور طور الباحة".
كما أن هذا الجناح المسلح المزمع تشكيله سيضم تشكيلات عسكرية من مأرب وغيرها من المناطق التي تشهد نفوذًا إخوانيًّا حاضرًا، عملًا على تشكيل جناح عسكري يكون في خدمة الأجندة الإخوانية الخبيثة.
التحركات الإخوانية في هذا الصدد تنذر بموجة جديدة من العداء للجنوب، وفقًا لأجندة خبيثة تنفذها الشرعية بدعم واسع النطاق من قِبل تركيا التي يفسح الإخوان المجال أمام تمدد نفوذها على الأرض.
التحركات الإخوانية المشبوهة سياسيًّا وعسكريًّا تتزامن مع المحادثات الجارية في السعودية لإعادة إحياء اتفاق الرياض، وهذا يعني أن الشرعية حتى وإن أظهرت حالة من التوافق في المحادثات تحت ضغوط تُمارَس عليها، فهي في واقع الحال ستتمادى في أجندتها التآمرية سواء ضد الجنوب، وهذا من خلال الانقلاب بشكل واضح وصريح على مسار اتفاق الرياض.
وفيما يمثل موقف الجنوب العنصر الأهم في مواجهة تلك التحديات والتطورات، فإن المرحلة المقبلة تستلزم التحلي بأكبر درجات التيقظ والاستعداد من قِبل القوات المسلحة الجنوبية لمواجهة أي أعمال تصعيدية قد تُقدِم عليها مليشيا الشرعية، لا سيّما بالنظر إلى تصاعد حدة التهديدات الإخوانية التي مهدت الطريق أمام عدوان ينفذ ضد الجنوب عما قريب.
كما أن القيادة الجنوبية، المتمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، مطالبة بإعداد كافة السيناريوهات اللازمة للتعامل مع هكذا تطورات، سواء على الصعيد السياسي أو العسكري، بما يحفظ أمن الجنوب ويضمن المحافظة على المكتسبات التي حققتها القضية الجنوبية على مدار الفترات الماضية.