المليارات الحوثية.. خزائن الحوثي تملؤها أموال المتاجرة بالقضية الفلسطينية

السبت 5 يونيو 2021 19:43:00
 "المليارات الحوثية".. خزائن الحوثي تملؤها أموال المتاجرة بالقضية الفلسطينية

نحو خمسة مليارات ريال كاملة جمعتها المليشيات الحوثية من جرائم فرض إتاوات واسعة النطاق، جُمِعت من وراء المتاجرة الحوثية بالقضية الفلسطينية.

وأطلق الحوثيون، حملة موسعة ركزت على ابتزاز التجار ورجال الأعمال والشركات والمؤسسات والمراكز التجارية وأصحاب المحلات الصغيرة، إلى جانب نهب المال العام الذي يُجرم القانون التبرع به.

وعلم "المشهد العربي" من مصدر مطلع أن المليشيات الحوثية فرضت التبرع الإجباري على المدارس والجامعات الخاصة، كما استقطعت لصالح الحملة المزعومة من رواتب أعضاء هيئة التدريس.

وأكد المصدر، تنظيم القيادات والمشرفين الحوثيين حملات تبرع بشكل منفرد، وذلك على مستوى المربعات السكنية في صنعاء ومناطق سيطرتهم.

وفيما يعمل الحوثيون على تحصيل هذه الأموال بدون أي سندات، فإن هذا الأمر قد يمثل دليلًا واضحًا على ذهاب التبرعات لجيوب القيادات الحوثية.

المليشيات الحوثية تملك باعًا طويلة في المتاجرة بالقضية الفلسطينية، وقد زادت حدة هذه المتاجرة في الأيام الماضية، في أعقاب الزخم الكبير الذي حازته القضية في الفترة الماضية من جرّاء العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استمر 11 يومًا وتوقف بجهود دبلوماسية مصرية.

وكان زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي قد دعا لإنشاء صندوق للتبرع لمصلحة فلسطين، في خطوة فُسِّرت على أنها تستهدف سرقة المزيد من أموال السكان لتمويل المجهود الحربي للمليشيات.

وتجلت المتاجرة الحوثية مؤخرًا، في فرض المليشيات الإرهابية تبرعات قسرية على التجار ورجال الأعمال في صنعاء ومناطق سيطرتها، تحت ذريعة "دعم فلسطين".

وفي التفاصيل، ألزم القيادي البارز في مليشيا الحوثي المدعو محمد علي الحوثي، الغرفة التجارة والصناعة في صنعاء بعقد اجتماع حضره بشكل شخصي لممارسة ضغط على أعضاء الغرفة التجارية.

الحوثي اتهم التجار ورجال الأعمال خلال الاجتماع بالتربح والثراء غير المشروع، ورفع الأسعار على المواطنين، حيث طالبهم بصرف جزء من أرباحهم لصالح ما أسماه "دعم المقاومة الفلسطينية".

كما أن وزير الصناعة في حكومة المليشيات غير المعترف بها المدعو عبدالوهاب الدرة، طالب الغرفة التجارية في صنعاء بوضع كشوفات بأسماء كافة التجار، وتحديد مبالغ للتبرع أمام كل اسم شركة أو منشأة تجارية وصناعية.

يأتي هذا في وقت قدم فيه مواطنون وتجار وعاملون بمؤسسات خاصة وحكومية إيرادية شكاوى من حملات النهب الحوثية، وإجبارهم على التبرع تحت قوة التهديد بالاعتقال والسجن.

جانب آخر من المتاجرة تجلت واضحة في إطلاق الحوثيين مؤخرًا حملات تجنيد في أوساط الشباب وصغار السن في المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيات.

وعمل الحوثيون على خداع السكان، حيث تم إجبارهم على تجنيد أبنائهم في صفوف المليشيات لإشراكهم في القتال الدائر بجبهة مأرب تحت مزاعم القتال في فلسطين.

وشوهد الكثير من العناصر والمشرفين الحوثيين قبل أيام، وهم يجوبون قرى ومناطق، ووجّهوا دعوات للسكان وأولياء الأمور والأعيان والوجهاء؛ للإسراع في المشاركة فيما تسميه الجماعة "النصرة والجهاد من أجل تحرير الأقصى وفلسطين"، عبر الانضمام إلى صفوف مقاتليها.

ونجح الحوثيون في اصطياد آلاف المقاتلين من قبائل في محافظات صعدة وعمران وذمار الذين ينخدعون في دعوات المليشيات، ويدفعون بأولادهم إلى صفوف الحوثيين من أجل تحرير فلسطين، إلا أن هؤلاء المجندّين قسرًا يتم الزج بهم في جبهات المليشيات.

وبالنظر إلى التجارب الحوثية السابقة، فإن العناصر التي جنّدتها المليشيات قسرًا ستحارب إلى جانب هذا الفصيل في مأرب بعدما يخدم الأجندة الحوثية التوسعية الساعية في هذه المرحلة إلى حسم معركة مأرب في أسرع وقت.

إقدام الحوثيين على خطوات من هذا الإطار، أمرٌ يندرج في إطار المتاجرة المستمرة من قِبل المليشيات بالقضية الفلسطينية والعمل على خدمة مصالح هذا الفصيل الإرهابي عبر دغدغة المشاعر بالقضايا القومية.

ترتبط هذه المتاجرة أيضًا بأن المليشيات الحوثية عملت على مدار الفترات الماضية، على إيهام عناصرها وسكان مناطقها بأنها تقاتل إسرائيل وتعمل على ترديد الصرخة الخمينية بشكل متواصل، علمًا بأن هذا الأمر لا يغدو عن كونه مجرد متاجرة تستهدف تكوين حاضنة للمليشيات على الأرض.

ما يبرهن على ذلك أن المليشيات الحوثية تعمل بشكل متواصل على إقحام القضية الفلسطينية في خطاباتها الدعائية، ودائمًا ما تظهر القيادات الحوثية في خطابات متلفزة، يتحدثون فيها عن دعم القضية الفلسطينية بصور شتى، دون أن يحدث على الأرض شيء.