التعامل الحوثي مع قضية مقتل ماهر الشلح.. جريمة معلومة لقاتل تحميه العلاقات

الأحد 6 يونيو 2021 01:53:51
التعامل الحوثي مع قضية مقتل ماهر الشلح.. جريمة معلومة لقاتل تحميه العلاقات

قدمت جريمة قتل الشاب ماهر الشلح على يد عصابة مسلحة في محافظة إب، مدى الإصرار الحوثي على تغذية الفوضى الأمنية وتغييب سلطة القانون في المحافظة الخاضعة لسيطرتها.

وتكشفت معلومات جديدة عن واقعة مقتل الشلح التي وقعت بمدينة بمدينة القاعدة في محافظة إب مؤخرًا، حيث كشفت مصادر مقربة من أسرة القتيل لـ"المشهد العربي"، أن القاتل يُدعى محمد صالح الذواد، وتربطه علاقة بعناصر عسكرية في مليشيا الحوثي الإرهابية.

بداية الجريمة كانت بتلقي الجاني اتصالًا في يوم الجريمة من عناصر حوثية بإدارة أمن تعز في الجزء الخاضع لسيطرة الحوثيين، يُبلغه بخروج حملة أمنية لملاحقته والقبض عليه.

وعلى الفور، سارع الجاني بقطع طريق المجني عليه ماهر الشلح، وطلب منه إنزال حمولته من الأحجار على الطريق لإغلاقه، حتى يُعيق محاولة ملاحقته من قبل الحملة الأمنية.

وبحسب المصادر، فإن القاتل تلفظ على المجني عليه، قبل أن يُطلق عليه عدة رصاصات ويتسبب بمقتله، ومن ثم لاذ بالفرار من المكان.

يُشار إلى أن الجاني اتهم بارتكاب جرائم قتل سابقة، بينها قتل مواطن يدعى محمد أدهم، وقتل بائع دجاج، ومواطن يعمل في بسطة بمدينة القاعدة.

تضاف هذه الجريمة إلى سلسلة طويلة من الاعتداءات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية الإرهابية، وأظهرت حجم مساعي هذا الفصيل المدعوم من إيران للعمل على صناعة فوضى أمنية قاسمة في المناطق الخاضعة لسيطرته، تتيح تعزيز هيمنته على هذه المناطق.

ودفعت محافظة إب ثمنًا كبيرًا من جرّاء السياسات الخبيثة التي اتبعها الحوثيون في إطار العمل على صناعة الفوضى الأمنية، وذلك من خلال إفساح المجال أمام ارتكاب الكثير من جرائم القتل سواء من قِبل العناصر الحوثية أو العصابات الموالية لها، علمًا بأن أيًّا من هذه الجرائم لا تتم المحاسبة عليها.

وتتنوع ملامح صناعة الفوضى الأمنية في محافظة إب بين جرائم قتل دامية أو اعتداءات جسدية مروعة فضلًا عن التوسع في جرائم النهب والسطو التي تستنزف أموال السكان وبالتالي إفقارهم وإذلالهم من جانب، مع العمل في الوقت نفسه تكوين ثروات ضخمة لعناصر وقيادات المليشيات.

وضمن هذه الأوضاع القاتمة، اعتدت عصابة مسلحة قبل أيام طريق طفل بمحافظة إب، وأطلقت عليه النار لسرقة دراجته.

الجريمة ارتكبها المدعوان ظافر فؤاد درهم زمام ومهيب أمين داحش، حيث أطلقا النار على الطفل إبراهيم ميدمة، أمام منزله في مديرية المخادر، في محاولة لسرقة دراجة الضحية.

فيما كشفت مصادر مطلعة عن إسعاف الطفل المصاب بعيار ناري إلى مستشفى الأمين، إلا أنها أكدت عدم ملاحقة الجناة.

الأسبوع الماضي أيضًا، شهدت محافظة إب، وتحديدًا مديرية مذيخرة، ارتكاب عصابة مُسلحة عملية سطو على منزل أحد المواطنين.

وقالت مصادر إن العصابة المُسلحة سطت على منزل المواطن مهند محمد غانم الهلالي، ورفضت إخلائه رغم صدور أوامر من القضاء بتسليم المواطن الهلالي.

وأكدت المصادر أن العصابة التي يقودها المدعو هائل مهيوب دبوان، اعتدت على الهلالي وهددته بالقتل، لافتةً إلى أنه رغم صدور أوامر بالقبض القهري على جميع أفراد العصابة، إلا أن الأجهزة الأمنية لم تنفذ تلك الأوامر.

وفيما تتعدد هذه الجرائم والاعتداءات، فإن قاسمها المشترك يبقى متمثلًا في إقدام الحوثيين على تغييب سلطة القانون بشكل كامل، بما يفسح المجال أمام تفاقم حدة ارتكاب هذه الجرائم ويضاعف الأعباء التي يتكبدها السكان.