ثلاثة ملايين بلا حياة.. المجتمع الدولي يتخلى عن أبرياء اليمن

الاثنين 7 يونيو 2021 20:19:00
ثلاثة ملايين بلا حياة.. المجتمع الدولي يتخلى عن أبرياء اليمن

يواجه أكثر من ثلاثة ملايين نازح في اليمن خطر الموت نتيجة عدم توفر التمويل اللازم لتقديم المساعدات الإنسانية إليهم بعد أن حصل الشركاء الدوليين العاملين في هذا المجال على 5% فقط من إجمالي خطة التمويل السنوية التي تواجه عجزا يبلغ 2.8 مليار دولار أمريكي، بحسب ما أعلنت عنه منسقية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (أوتشا).

وتعد اليمن الدولة الرابعة على مستوى العالم من حيث أعداد النازحين داخليا والبالغ عددهم أربعة ملايين نازح أغلبهم هربوا من إرهاب المليشيات الحوثية في مناطق سيطرتها وفروا إلى المحافظات المحررة، ويعيش نحو مليون شخص في 1600 موقع للنازحين.

وتفاقمت أزمة تمويل المنظمات الإغاثية في اليمن منذ العام الماضي تزامنا مع انتشار فيروس كورونا وما ترتب عليها من انخفاض ميزانيات الدول الغربية الموجهة نحو الأعمال الإنسانية لصالح التركيز بشكل أكبر على مواجهة الفيروس.

ووجدت الكثير من المنظمات انتشار كورونا فرصة لتصفية أعمالها في اليمن بعد أن تعرضت الهيئات العاملة في مناطق الحوثيين لانتهاكات عديدة جراء تضييق الخناق على تحركاتهم وسرقة كثير من المساعدات وتوجيهها لعناصر المليشيات.

وحذرت الأمم المتحدة في شهر يونيو الماضي من تعرض برامج المساعدات الإنسانية لخطر التوقف في اليمن في حال عدم توفر التمويل اللازم، وذلك بعد يوم من نتائج مؤتمر التعهدات الخاص باليمن، والذي أكد أن هناك نقصًا في التمويل بحوالي 2.41 مليار دولار أمريكي وهو المبلغ المخصص لبرامج المساعدة والمنظمات الإغاثية حتى نهاية العام المنقضي.

وأوضح جان نيكولاس بيوز ممثل مفوضية الأمم المتحدة للاجئين باليمن، أن نقص التمويل سيكون له تأثيره الكبير على توزيع حزم المأوى المخصصة في حالات الطوارئ والذي سيجبر آلاف العائلات على العيش في العراء وتعرضهم لمشاكل متعددة.

وأشار إلى أن تقليل عدد المستفيدين من هذه المساعدات سيحد من قدرة العديد من العائلات على شراء الأساسيات وسيجبر العائلات النازحة في اليمن على اتخاذ خيارات بديلة وخطيرة، وأن التقليل من المبالغ التي توفرها المفوضية سيكون له أثر على بقاء بعض الأسر على قيد الحياة وخصوصا أولئك الذين أجبروا على ترك منازلهم مؤخرا بسبب النزاع، كما سيترك أثره على اللاجئين غير القادرين على الوصول إلى الخدمات العامة.

وتقوم المنظمات الإغاثية التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بدور فاعل في سد نقص التمويل من خلال الجهود الإغاثية الفاعلة للمؤسسات الإنسانية التابعة للدولتين، وهو ما يساهم في التخفيف من معاناة النازحين.

ورغم توالي دعوات الأمم المتحدة لحل أزمة التمويل غير أن المجتمع الدولي يبدو غير عابئ بتلك الدعوات ما يجعل النازحين أمام خطر الموت البطيء الذي يحيط بهم من كل جانب، ليس فقط بسبب نقص التمويل ولكن نتيجة توالي استهداف المليشيات الحوثية للمخيمات تحديدا الواقعة في محافظتي مأرب والحديدة.