اقتحام بناية تعز.. هوية جنوبية تحاربها مليشيا الشرعية

الثلاثاء 8 يونيو 2021 12:48:58
 اقتحام بناية تعز.. "هوية جنوبية" تحاربها مليشيا الشرعية

يومًا بعد يوم، تبرهن مليشيا الشرعية الجنوبية على حجم رعبها الكبير من كل ما هو جنوبي، إن كان بشرًا أو حتى حجرًا.

ففي الساعات الماضية، اقتحمت عصابة يتزعمها القيادي في مليشيا الشرعية الإخوانية المدعو صهيب المخلافي، عمارة سينما قصر سبأ بشارع التحرير في محافظة تعز، بعد موجة من التهديدات طالت هذه البناية.

ونهب الإخواني المدعو المخلافي شقة مالك العقار من أبناء يافع، وسرق مصوغات وأثاث وممتلكات أخرى.

وزعم الإخواني صهيب المخلافي القيادي في اللواء 22 ميكا، شقيق المدعو غزوان زعيم أكبر العصابات المسلحة، ملكية العقار لأحد أقاربه، رافضًا وجود أملاك للجنوبيين في المحافظة.

قصة هذه العمارة بدأت قبل أيام، عندما اعتدت عصابة إخوانية مسلحة قبل أيام، على مستأجري البناية الواقعة في وسط مدينة تعز، الخاضعة لسيطرة مليشيا الشرعية.

قائد العصابة الإخوانية هاجم البناية وروع السكان، مدعيًا ملكيتها لأحد أقاربه، إلا أن المصادر أكدت أن ملكية البناية تعود لمواطن جنوبي من منطقة يافع.

الاعتداء الإخواني لا يختلف عن كثير من جرائم مليشيا الشرعية التي اعتدت على جنوبيين لا لشيء إلا بسبب هويتهم، وتمثل ذلك في اعتداءات على جنوبيين كان سببها رفع علم الجنوب أو شعار القيادة السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي.

الواقعة الأكثر تعلقًا بذاكرة الجنوبيين في هذا الإطار، تتمثل في استشهاد سعيد تاجرة القميشي الذي ارتقى متأثرًا بطلقات رصاص انهالت عليه من المسافة صفر خلال مشاركته في مسيرات خرجت للمطالبة بعودة قوات النخبة الشبوانية وطرد المليشيات الإخوانية من المحافظة.

وكان القميشي يرفع علم الجنوب، وطُلب منه من العناصر المعتدية إنزال هذا العلم وتسليمه لهم، لكنه تمسك برفع العالم فبادرته مليشيا الشرعية بنيران قتلته على الفور.

من بين الجرائم الإخوانية أيضًا، ما مارسته مليشيا الشرعية من تنكيل بالقيادات التربوية بمحافظة شبوة، بقرار أصدره الإخواني المدعو محمد سالم حنش مدير التربية في المحافظة بإيقاف مدراء مدارس في حبان، بسبب إقامتهم فعاليات تحت أعلام الجنوب.

وتضمن قرار القيادي الإخواني تضمّن إيقاف خالد أحمد صالح بامرحول مدير مدرسة لهية، وخالد أحمد محد السامل مدير مدرسة لواسط، وشمل إيقاف راتبيهما وإحالتهما للتحقيق.

على نحو مماثل، فتحت عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي، النار على أهالي جولة بن حبريش في مدينة سيئون، بشكل عشوائي، وأنزلوا علم الجنوب من على السواري.

وأقدمت عناصر المليشيات الإخوانية على إحراق الأعلام بعد إنزالها تحت تهديد السلاح، في موقف استفزازي لمشاعر المواطنين.

اعتداء آخر تمثل في إقدام المليشيات الإخوانية الإرهابية على اختطاف شاب من سوق القات في مدينة عتق بمحافظة شبوة، لتواجد علم الجنوب على سيارته، وقد تم اقتياد الشاب الجنوبي وسيارته إلى جهة مجهولة.

تكشف كل هذه الاعتداءات حجم الرعب الإخواني من الهوية الجنوبية، وهو أمرٌ يُترجم في عديد الجرائم والاعتداءات التي يتعرض لها الجنوبيون من قِبل مليشيا الشرعية التي تحاول ضرب الهوية الجنوبية بشتى الطرق.

ويُجمع محللون على أن إقدام مليشيا الشرعية الإخوانية على إشهار هذا السلاح الغاشم مرتبط بمحاولة استهداف القضية الجنوبية بشتى الطرق والعمل على ضرب المكاسب التي حققتها على مدار الفترات الماضية، والتي تعضِّد التحركات الرامية إلى استعادة الدولة وفك الارتباط.