في جزيرة حنيش الكبرى.. ألغام بحرية حوثية تهدد الملاحة الإقليمية
تواصل القوات المشتركة، جهودها التي تستهدف إجهاض المساعي الحوثية الرامية إلى ضرب الملاحة البحرية في الإقليم برمته، على نحوٍ يحمل تداعيات خطيرة على المصالح الدولية.
القوات المشتركة تمكنت خلال الساعات الماضية، من الكشف عن شبكة ألغام بحرية زرعتها مليشيا الحوثية المدعومة من إيران، جنوب جزيرة حنيش الكبرى.
يأتي هذا فيما كشفت مصادر ميدانية، أن شبكة الألغام البحرية، تقع قبالة الساحل المواجه لمدينة الخوخة، موضحة أنها مثبتة بصاعق على مسافة 450 مترًا من البر.
وكثيرًا ما زرع الحوثيون ألغامًا بحرية، على نحو استهدفت من ورائه المليشيات إلى تهديد الملاحة البحرية، علمًا بأن القوات المشتركة إلى جانب التحالف العربي بذلا جهودًا ضخمة في سبيل تفكيك هذا الإرهاب الغاشم.
وحتى نهاية مايو الماضي، بلغ عدد الألغام الحوثية التي تمكن التحالف العربي من تفكيكها، نحو 205 ألغام، بما دحر مؤامرة المليشيات المدعومة من إيران.
واللغم البحري هو جهاز ينفجر آليًّا يوضع في الماء لتدمير أو إحداث ضرر في السفن أو الغواصات، والألغام البحرية يمكن استخدامها بشكل فعال لشل حركة السفن وتوجيها نحو ميناء معين.
وهناك نوعان من الألغام البحرية، أحدهما متطور يزن 42 كيلوجرامًا شديدة الانفجار وهي ألغام اعتراضية وموجهة، واكتشف منها حتى اللحظة أعداد محدودة بالساحل الغربي، وتبين أن مصدر قدومها إيران.
النوع الآخر هو عبارة عن ألغام طافية بدائية التصنيع، وتظل خطورتها قائمة حتى عشرة أعوام، وهي على شكل عبوات الغازات المنزلية، وتضم مواد شديدة الانفجار وبأحجام متعددة، أكبرها يزن 70 كيلو جرامًا.
ووثقت تقارير أممية سابقة أن هذا النوع من الألغام يزوده الحوثيون برأسين أو أربعة رؤوس تفجير، قادرة على اختراق "5 سنتيمترات" من فولاذ أي سفينة.
والألغام البدائية التي ينشرها الحوثيون ومصنعة بعيوب تجعلها لا ترسو مكانها، وهي تحمل خطورة كبيرة على خطوط الاتصالات البحرية والملاحة ويمكن أن تظل عائمة في البحر الأحمر لعدة سنوات.
هذا الإرهاب الحوثي لعبت إيران دورًا رئيسيًّا في صناعته، بعدما عملت طهران على تزويد المليشيات بمعدات عسكرية تشمل عشرات الآلاف من الألغام والصواريخ البحرية، إضافة لقوارب يتم توجيهها عن بعد.
توسع الحوثيين في زراعة الألغام البحرية تسبّب في مقتل عشرات الصيادين في الساحل الغربي، كما أدى إلى توقف حركة الصيد في العديد من المناطق، الأمر الذي أدى إلى تضرر آلاف الأسر التي تعتمد على مهنة الصيد.
كما أن الألغام البحرية الحوثية مثلت تهديدًا صريحًا ومباشرًا للملاحة البحرية، وثقته الأمم المتحدة التي أكدت في وقت سابق، ازدياد التهديد الحوثي للأمن البحري في البحر الأحمر، وأشارت إلى امتلاك المليشيات صواريخ مضادة للسفن وألغاماً بحرية ومراكب متفجرة ذاتية التوجيه.
وبحسب التقرير الأممي، فإن الخطر المحدق بالنقل البحري التجاري في البحر الأحمر زاد بشكل كبير في السنوات الماضية، مع قيام مليشيا الحوثي باستهداف ناقلات النفط وسفن التحالف العربي وسفن الإغاثة الدولية.