سجون شبوة السرية.. اعتداءات إخوانية في جُنح الظلام
أصبحت السجون السرية، سبيل مليشيا الشرعية الإخوانية للتمادي في اعتداءاتها الغادرة التي تستهدف الجنوبيين من خلال جرائم تعذيب تتفاقم حدتها على صعيد واسع.
ففي محاولة للتمادي في ارتكاب هذه الجرائم ومنعًا لافتضاح أمرها، عملت مليشيا الشرعية الإخوانية على اقتياد معتقلين في سجن معسكر الشهداء غرب مدينة عتق بمحافظة شبوة، إلى سجن مفرق الصعيد السري غير الخاضع لرقابة قضائية.
الخطوة الإخوانية جاءت استباقًا لزيارة تجريها لجنة حقوقية لسجن معسكر الشهداء لتفقد أحوال السجناء في المحافظة، حسبما علم "المشهد العربي" من مصادر محلية مطلعة.
وتحاول مليشيا الشرعية من خلال هذه الحيلة المفضوحة، العمل على التستر على الجرائم التي ترتكبها ضد الجنوبيين، حتى لا تُساء الصورة الشرعية أكثر مما ساءت على مدار الفترات الماضية.
وتملك مليشيا الشرعية الإخوانية باعًا طويلة في ارتكابها جرائم الاعتداء على الجنوبيين بما في ذلك القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي وأفراد النخبة الشبوانية وكذا وصحفيين ومعارضيين ونشطاء ومواطنين، يُزج بهم جميعًا في سجون توسع الإخوان في إنشائها خلال الفترات الماضية.
وتحولت محافظة شبوة، إلى سجن كبير يذوق فيه المختطفون صنوفًا ضخمة من التعذيب الحاد والمروع، على نحوٍ يبرهن على الوجه الإهابي لمليشيا الشرعية الإخوانية وتماديها في ممارسة أكبر الأعمال العدائية ضد الجنوبيين.
وتتعرض شبوة لاعتداءات إخوانية غاشمة منذ تعرض المحافظة للاجتياح من قِبل مليشيا الشرعية في أغسطس 2019، وزادت حدة الانتهاكات منذ تعيين الإخواني محمد صالح بن عديو محافظًا لشبوة، فأصبح الشغل الشاغل للرجل التوسع في ممارسة الاعتداءات والانتهاكات ضد الجنوبيين، بالإضافة إلى العمل على إعادة نشاط الجماعات الإرهابية ورعاية ممارساتها المتطرفة.
وفيما تفاقمت حدة الجرائم الإخوانية، تواصل القيادة السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، العمل على التصدي لهذه الاعتداءات المرعبة من خلال جهود كبيرة تبذلها القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظة الخاضعة لاحتلال إخواني غاشم.
الجرائم الإخوانية كانت حاضرة خلال اجتماع عقده الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي قبل أيام، مع القيادة المحلية للمجلس في شبوة، حيث أشاد الرئيس الزُبيدي بجهود الهيئة التنفيذية، مثمنًا دورها الوطني أمام انتهاكات مليشيا الشرعية الإخوانية.
وناقش الاجتماع، أوضاع محافظة شبوة، وتداعيات الممارسات الاستبدادية والقمعية لتنظيم الإخوان الإرهابي، ومليشياته، وإهمالها حماية المواطنين من تفشي فيروس كوورنا.
وتعهد أعضاء الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي في شبوة، بمواصلة النضال في وجه سياسة الاعتقالات والاغتيالات.
ولعل أحد أهم صور المواجهة تتمثل في ضرورة العمل على فضح جرائم الشرعية على صعيد واسع وأمام كافة المحافل الإقليمية والدولية، بما يوثّق حجم الاعتداءات الإخوانية التي يتعرض لها الجنوب، بما يمثّل خطوة أولى على طريق محاسبة القيادات والعناصر المتورطة في ارتكاب الاعتداءات سواء تحريضًا أو تنفيذًا.