الحوثيون في 4 أيام.. قتل وحرق وتهجير سكان
على مدار أربعة أيام كاملة، كانت محافظة الحديدة، على موعد مع هجمات متواصلة شنتها المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، والتي تتعمد إطالة أمد الحرب.
ففي الساعات الماضية، شنّت مليشيا الحوثي هجومًا مروعًا على مدينة حيس في محافظة الحديدة، واستهدفت أعيانها المدنية.
وفتحت عناصر المليشيات الإرهابية، نيران أسلحتها الرشاشة على منازل المواطنين، بالتزامن مع استهداف مناطق سكنية شمال شرق حيس.
يُضاف هذا الهجوم الإرهابي إلى سلسلة طويلة من الاعتداءات التي شنتها المليشيات الحوثية والتي استهدفت أعيانًا مدنية، على نحو أسال الكثير من الدماء كما أحدث كلفة إنسانية لا تُطاق على الإطلاق.
وكثيرًا ما وُجهت اتهامات للمليشيات الحوثية بأنها تشن الكثير من جرائم الحرب واستهدفت المدنيين على صعيد واسع، لكن هذه الاتهامات لم تشكل عامل ردع ضد هذا الفصيل الإرهابي.
وتؤكد جهات أممية ومنظمات حقوقية أن المليشيات الحوثية ارتكبت على مدار سنوات الحرب القائمة منذ صيف 2014، الكثير من الانتهاكات الجسيمة التي مست أمن المدنيين، وشنت العديد من الهجمات العشوائية بالمدفعية والصواريخ على مناطق مأهولة بالسكان.
هذا الأسبوع شهدت تصعيدًا حوثيًّا ضد الأعيان المدنية، فيوم الاثنين شنّت مليشيا الحوثي هجومًا عنيفًا على القرى السكنية في مديرية الدريهمي جنوب الحديدة.
وقال مصدر عسكري في القوات المشتركة إن مليشيا الحوثي شنّت قصفًا بقذائف الهاون والهاوزر والأسلحة الرشاشة على منازل السكان في الدريهمي.
في المقابل، وجهت مدفعية القوات المشتركة ضربات مركزة على مصادر إطلاق النيران الحوثية، بعد أن تم رصدها بدقة، وذلك ردا على جرائمها بحق المدنيين.
ويوم الأحد، عاودت مليشيا الحوثي الارهابية استهدافها على المناطق والأحياء السكنية بمديرية التحيتا جنوب الحديدة بالأسلحة المتوسطة.
وقالت مصادر محلية في التحيتا إن مليشيا الحوثي فتحت نيران أسلحتها الرشاشة بصورة عشوائية صوب منازل المواطنين الواقعة في الأطراف الشمالية لمركز المدينة.
وأضافت المصادر أن القرى السكنية في بلدتي الفازة والجبلية التابعتين للمديرية ذاتها تعرضت لاستهداف مماثل من المليشيات الحوثية.
وأحدث الاستهداف الحوثي خوفًا وهلعًا في أوساط الأهالي القاطنين في تلك المناطق لا سيما النساء والأطفال وكبار السن الذين باتوا تحت وطأة استهداف المليشيات.
في اليوم نفسه، ارتكبت المليشيات الحوثية، جريمة بحق عمال مجمع إخوان ثابت الصناعي والتجاري في مدينة الحديدة، بالساحل الغربي.
وأفاد عمال المجمع بأن المليشيات الحوثية شنت قصفا بعدة قذائف ما أسفر عن مقتل العامل إبراهيم يحيى محمد زخيم، فيما أصيب ثلاثة آخرون.
يأتي هذا فيما أكد مصدر عامل أن إدارة المجمع اضطرت إلى توقيف خطوط الإنتاج حتى إشعار آخر.
وأفاد مصدر عسكري في القوات المشتركة بأن المليشيات الحوثية التابعة لإيران عاودت قصف مجمع إخوان ثابت الصناعي والتجاري الواقع على مساحة واسعة بين شارعي صنعاء والخمسين بقذائف هاون خلفت قتيلًا من عمال المجمع.
ويوم السبت، جددت مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًّا، استهدافها بالأسلحة الرشاشة على الأحياء السكنية في مدينة حيس جنوبي الحديدة.
وأفادت مصادر محلية، بأن المليشيات استهدفت بصورة مكثفة عددًا من منازل المواطنين الآهلة بالسكان بالنازحين في منطقة السيلة الواقعة اطراف شمال مركز المدينة.
وأشارت المصادر، إلى أن الرصاص الحوثي انهال على المنازل بشكل مباشر ما تسبب في حدوث خوف وفزع بصفوف الأهالي جراء الإستهداف الذي طال منازلهم.
كل هذه الجرائم الحوثية، وغيرها الكثير، كبدت المدنيين كلفة مرعبة سواء فيما يتعلق بعدد ضحايا الحرب بين قتيل وجريح من جانب، أو من تهدمت بيوتهم واضطروا للنزوح بعيدًا عن المناطق الملتهبة والإقامة في مخيمات غير آدمية.
وفيما يُثقل كاهل السكان بالكثير من الأعباء التي لا تُطاق على الإطلاق، فإن المجتمع الدولي يُنتظر أن يتحول من دور الإدانة إلى المحاسبة عملًا على إجبار المليشيات الحوثية على وقف هذه الاعتداءات المروعة بالنظر إلى حجم الكلفة التي يتكبدها السكان.
في الوقت نفسه، فإن عزوف المجتمع الدولي عن تضييق الخناق على الحوثيين هو بمثابة إشارة خضراء تُمنح للمليشيات وتمكنها من التمادي في جرائمها واعتداءاتها.