ماذا يجني الحوثيون من أسواق الوقود السوداء؟
تحولت تجارة مشتقات الوقود إلى وسيلة لفرض الإتاوات على السكان من قِبل المليشيات الحوثية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بما يمكن هذا الفيصل من تكوين ثروات ضخمة من جانب، مع إثقال كاهل السكان بالكثير من الأعباء.
وحصَّلت مليشيا الحوثي الإرهابية إيرادات هائلة من تجارة المشتقات النفطية في السوق السوداء التي باتت تديرها بشكل رسمي بعد السماح لعديد من التجار الكبار بجلب المشتقات النفطية إلى صنعاء ومناطق سيطرتها.
وعلم "المشهد العربي" من مصدر محلي أن شركة النفط التابعة للحوثيين فرضت 100 ريال على كل لتر يدخل إلى صنعاء ومناطق سيطرتها، إلى جانب جبايات المليشيات من مصادر مختلفة كالجمارك والضرائب وخدمات التحسين.
وأضاف المصدر أن صفيحة البنزين (سعة 20 لترًا)، التي تباع في محطات الوقود في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين تصل 11500 ريال، تقتطع المليشيات 45% من قيمتها لصالحها.
وفيما يدخل ما يقارب المليون لتر من البنزين إلى صنعاء يوميًا عبر شاحنات الوقود الكبيرة، فإن هذه الإيرادات الضخمة تجعل المليشيات الحوثية في غنى عن دخول المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة، وبيعها بالسعر الرسمي للمواطنين.
وأشعلت تجارة المشتقات النفطية صراعًا بين القيادات الحوثية، حيث حاولت قيادات المليشيا الإرهابية دخول هذا المجال غير انهم اصطدموا باحتكاره لصالح كبار القيادات.
واندلعت اشتباكات في مديرية نهم شرقي صنعاء منذ ثلاثة أسابيع بين الحوثيين الإرهابيين من أبناء المديرية ومسلحي المليشيا بعد منع قاطرات تابعة لهم من دخول صنعاء، في مواجهات خلفت قتلى وجرحى.
المليشيات الحوثية دأبت على الاتجار بالوقود والمشتقات النفطية في السوق السوداء، وهو ما مكّن هذا الفصيل الإرهابي من تكوين ثروات مالية ضخمة، علمًا بأن هذا الأمر يمثل هدفًا رئيسيًّا أشعل الحوثيون الحرب من أجلها.
وتحولت السوق السوداء للوقود منذ سنوات إلى واقع تطور من حالات استثنائية، لأشخاص يخزنون كميات من الوقود حال توفره ويبيعونها لاحقًا في بعض الأرصفة أو الأسواق غير المنتظمة، لتصبح الوسيلة المتوفرة الوحيدة في أغلب الأوقات في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، وفي مقدمتها محافظة صنعاء.
وعملت المليشيات الحوثية على إنعاش السوق السوداء للوقود في الأسواق المحلية الخاضعة لسيطرتها، وذلك من خلال فتح خطوط تهريب نشطة لتحقيق مكاسب مالية وسياسية واستغلال الأزمة للمتاجرة بمعاناة السكان.
ومنذ فترات طويلة، تحتكر قيادات الصف الأول لمليشيا الحوثي تجارة الطاقة وتوزيع الوقود في السوق السوداء المتنامية في صنعاء ومختلف المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات.
ففي محافظة صنعاء على وجه التحديد، افتتحت قيادات حوثية العشرات من نقاط بيع الوقود بالسوق السوداء، خلافا عن عشرات الصهاريج الجوالة المزودة بآلة تعبئة للوقود، بالتزامن مع ذلك، أغلقت المليشيات غالبية محطات الوقود الرسمية.
وبات من الواضح أن المليشيات الحوثية تسحب كميات الوقود المخصصة للاستهلاك المحلي لتموين آلياتها القتالية في الجبهات الملتهبة مؤخرًا، فيما تعتبر عائدات السوق السوداء المصدر الاقتصادي الفاعل لتغذية المجهود الحربي.
المخيف أن أزمات الوقود في السوق السوداء التي يغذيها الحوثيون، تتزامن مع تدهور حاد في الأوضاع المعيشية في كل المناطق إثر انعكاسها على أسعار كافة السلع لا سيما مواد الغذاء الأساسية.
في المقابل، يحقق الحوثيون أرباحًا ضخمة للغاية من مبيعات النفط الذي ينقل إلى مناطق سيطرتهم بالتهريب أو عبر المنافذ البرية، علمًا بأن الأمم المتحدة سبق أن أكدت أن الوقود في السوق السوداء في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي يُباع بأضعاف الثمن الرسمي.