انزلاقات على طرق شبوة.. الأرض تتلوث بآثار التهريب الإخواني لنفط الجنوب
لم تقتصر جرائم مليشيا الشرعية الإخوانية في شبوة على نهب الثروات النفطية الضخمة التي تزخر بها المحافظة، لكنها باتت تمثل سببًا رئيسيًا في تزايد الحوادث المرورية هناك؛ إثر تسرب مادة الديزل ما يؤدي إلى انزلاق المركبات.
الساعات الماضية شهدت حوادث مرورية وقعت على الطريق بين مديريتي رضوم وعتق بمحافظة شبوة، وذلك من جراء تسرب الديزل من القاطرات على الخط العام.
وشوهدت الكثير من المركبات بين سيارات ودراجات نارية وهي تنزلق على الطريق وذلك بسبب بقعة من الديزل خلفتها قاطرات النفط المهرب.
تزايد الحوادث المرورية على هذا النحو أمر مرتبط في الأساس بالتمادي الإخواني في ارتكاب جرائم تهريب النفط شبوة، لا سيما من خلال ميناء قنا الذي افتتح خصيصًا لتسهيل عمليات التهريب إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
وشبوة تملك ثلاثة قطاعات نفطية، هي عسيلان والعقلة وعياذ، وأظهرت إحصاءات صدرت قبل أشهر، أن محافظة شبوة تنتج وحدها ما يقارب 50 ألف برميل يوميًا، إلا أن أرباح هذه الكميات تُنهب من قِبل لوبيات الفساد في الشرعية الإخوانية.
وهذا الأسبوع، خرجت نحو 50 قاطرة محملة بالنفط وذهبت إلى الحوثيين، تحت حماية السلطة الإخوانية بقيادة المحافظ المدعو محمد صالح بن عديو، الذي يدفع بعناصر مسلحة تتولى تأمين عمليات التهريب.
ومن أجل التوسع في نهب وتهريب نفط شبوة، تحاول مليشيا الشرعية الإخوانية إرباك الوضع على الصعيد العسكري من خلال إشعال مواجهات ميدانية مع القوات المسلحة الجنوبية، في محاولة لرسم سيناريو من الفوضى الشاملة.
وعلى وجه التحديد، تحاول المليشيات الإخوانية بشتى الطرق العمل على إشعال هذه المواجهات في محافظة أبين بما يفسح المجال أمام تنفيذ عمليات التهريب، لا سيّما أن خط سير القاطرات المحملة بالنفط يبدأ من شبوة وأيضًا حضرموت وصولًا إلى المنطقة الوسطى في محافظة أبين، وهناك يتم تفريغ الكميات المهربة في شاحنات أصغر حجمًا، ثم تسلك الطريق إلى مناطق سيطرة الحوثيين.
كما أن مليشيا الشرعية التي تسيطر على منطقة صافر النفطية سبق أن أجرت عمليات فنية لربط أنابيب النفط من محطة صافر في مأرب وصولًا شبوة وذلك لتهريب نفط المحافظة عبر ميناء النشيمة، علمًا بأن هذا المسار شهد الكثير من عمليات تهريب النفط الخام.
ومطلع هذا العام، افتتحت السلطة الإخوانية ميناء قنا "المرحلة الأولى"، بعدما ادعت تخصيص 100 مليون دولار لإنشاء هذا المشروع، وقد زعمت الشرعية أنه باكورة نهضة تنموية شاملة تشهدها محافظة شبوة، لكن سرعان ما تحول إلى منفذ لتهريب النفط إلى مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، ما يعني أن المشروع حمل مساعي إخوانية واضحة لشرعنة عمليات التهريب.
وميناء قنا لا يستخدم فقط في تهريب النفط من قِبل مليشيا الشرعية، لكنه بات يمثل جسرًا لإمداد المعسكر الإخواني بالأسلحة والعناصر الإرهابية، وقد حدث ذلك مثلًا في أبريل الماضي، متى نفذت مليشيا الشرعية عملية تهريب شملت أسلحة وعناصر إرهابية، تم الدفع بها إلى صفوف المليشيات، ضمن تحركات تعادي الجنوب وتستهدف احتلال أراضيه واستنزاف ثرواته.
إقدام مليشيا الشرعية الإخوانية على ارتكاب عمليات التهريب مرتبطة بمحاولة العمل على تهريب وتجريف ثروات الجنوب يهدف بشكل واضح إلى حرمان المواطنين من حياة آمنة ومستقرة يمكن أن تؤمنها الثروة النفطية بشكل كبير، وقد نجحت على ما يبدو الشرعية فيما خططت له من إشعال هذه الحرب اللا إنسانية والتي خلفت تأزيمًا كبيرًا في الأوضاع المعيشية.