الحرب غير الشريفة التي انتصرت فيها الشرعية
رأي المشهد العربي
حروب عديدة شنتها مليشيا الشرعية ضد الجنوب، رمت جميعها إلى احتلال الجنوب والسيطرة على أراضيه وعرقلة تحركات شعبه نحو استعادة دولتهم، باءت جميعها بالانكسار على عتبات الجنوب، لا سيّما على الصعيد العسكري بفضل الجهود العظيمة والبطولات الضخمة التي سطّرتها القوات المسلحة الجنوبية.
حربٌ واحدة ربما تكون الشرعية قد انتصرت فيها، وهي حرب غير شريفة على الإطلاق، تمثلت في الخدمات، والتي قامت -الحرب- على إحداث تردٍ واسع النطاق في مختلف القطاعات، بين قطع متواصل للكهرباء وندرة للمياه وتفشٍ للأمراض والأوبئة وإنقاص للمشتقات النفطية، وغيرها من الأزمات المعيشية التي حاصرت الجنوب على صعيد واسع.
وحولت الشرعية سطوتها لمفاصل الجنوب على الصعيد الإداري واختراقها لمؤسساته الخدمية لتكون جسرًا نحو التمادي في إثارة الأزمات والأعباء المعيشية أمام الجنوبيين، وذلك في حربٍ غاشمة تنم عن مدى الكراهية والطائفية الإخوانية تجاه الجنوب وشعبه.
إقدام الشرعية على إشعال هذه الحرب غير الشريفة تستهدف إشغال المجلس الانتقالي الجنوبي بالعمل على التصدي لهذه الأزمات والأعباء، وبالتالي الحيلولة دون تحقيق المزيد من المكاسب السياسية التي تعزز من تحركات الجنوبيين نحو استعادة الدولة.
ومع كل إنجاز سياسي وعسكري يحققه الجنوب تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، فإن حرب الشرعية اللا إنسانية تزداد ضراوة ضد الجنوب وشعبه بغية عرقلة القيادة عن تحقيق مزيد من المكاسب، اعتمادًا على صناعة فوضى مجتمعية تضرب الجنوب بشكل كامل.
ومن أجل قطع الطريق عن الشرعية من أن تتمادى في هذا الإرهاب الغاشم، فإن الجنوبيين مطالبون بالتلاحم والالتفاف وراء المجلس الانتقالي الجنوبي بما يكبح جماح مساعي الشرعية الرامية لمحاصرة الجنوب بين صنوف ضخمة من الأعباء والمعاناة القاتمة.
على الصعيد السياسي، فإن الوضع الراهن يستلزم من المجلس الانتقالي الجنوبي أن ينخرط في مواجهة حاسمة تحمي الجنوب من المؤامرات الخبيثة التي تنفذها الشرعية الإخوانية، مع فضح الحرب اللا إنسانية التي يتعرض لها الجنوب أمام كافة المحافل بما يمثل ضغطًا قد يكون فاعلًا يُجبر الشرعية على وقف هذه الآلة العدائية الغاشمة.