وفد عمان يغادر صنعاء بعد اجتماعات مع الحوثيين.. ما نتائج الجولة؟
دون إعلان رسمي عما تم التوصل إليه، غادر الوفد العماني، مطار صنعاء عائدًا إلى السلطنة، بعد جولة مباحثات مع الحوثيين، سعت إلى إقناع المليشيات بوقف إطلاق النار.
واستمرت زيارة الوفد العماني إلى صنعاء أسبوعًا كاملًا، تخللتها عدة اجتماعات مع القيادات الحوثية لإقناعها بالموافقة على المبادرة الأممية، دون أن يتم الإعلان عن نجاحها في إحداث حلحلة سياسية، باستثناء الحديث عن افتتاح مطار صنعاء، إلا أن الخطوة لم يتم تنفيذها بفعل اعتراضات حوثية.
وتشمل المبادرة الأممية، وقفًا شاملًا لإطلاق النار، وفتح مطار صنعاء، ورفع القيود عن ميناء الحديدة، والتحضير لمحادثات سياسية بين الأطراف.
وتضاربت الأنباء بشأن الموقف السياسي في أعقاب الجولة من الجهود العمانية، بين مصادر سياسية تحدثت عن أن المليشيات الحوثية وافقت بشكل مبدئي على بنود المبادرة، غير أن مصادر أخرى نُسب إليها القول إن المليشيات أفشلت جهود الوساطة العمانية لبدء مفاوضات سياسية.
وبحسب مصادر عمانية تحدثت لصحيفة العرب اللندنية، دون أن تكشف عن هويتها، فإن هناك اتفاقًا وصفته بـ"شبه الجاهز" يتضمن وقف إطلاق النار وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة في محاولة لبناء قدر من الثقة قبل الانخراط في عملية سياسية قادمة.
لكن في الوقت نفسه، فإن المصادر قالت إن هذا الاتفاق قد ينهار على الفور بسبب ما أسمتها التصريحات المستفزة من قِبل الحوثيين، والتي تحمل توجهات مستمرة ترمز بشكل مباشر إلى إطالة أمد الحرب وفرض تعقيدات على جهود الحل السياسي.
ورشح من المواقف السياسية للحوثيين عدم إعطاء رد نهائي بشأن وقف إطلاق النار، إذ لم يعطِ زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي موافقة نهائية للوفد العماني، وأوكل مهمة مناقشة التفاصيل الفنية إلى رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط.
وتعتمد الرؤية الحوثية في هذا الإطار، وفق تصريحات المصادر، على محاولة فصل المسار السياسي عن الإنساني، بمعنى أنها تشترط فتح مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات الدولية ولوجهات غير محددة، ورفع القيود المفروضة على ميناء الحديدة، قبل الدخول في تفاصيل وقف إطلاق النار.
اتضح هذا التوجه الحوثي في تصريح لافت أدلى به مهدي المشاط، عقب لقائه بالوفد العماني، عندما قال إن "فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة استحقاق إنساني بسيط لا يعد مكرمة من أحد"، في مؤشر إلى رغبة حوثية بفصل هذا الملف بأي استحقاقات أخرى، لا سيّما فيما يخص الوضع الميداني ومدى الاستمرار في التصعيد العسكري.
كما صرّح رئيس الوفد المفاوض الحوثي محمد عبد السلام، الذي رافق الوفد العماني إلى السلطنة لاستكمال المحادثات حسبما أعلنت وسائل إعلام مقربة من الحوثيين، بأنّ التصور الحوثي ركز حاليًّا على العملية الإنسانية، وتحدث عن جدية المليشيات فيما يخص الأوضاع السياسية والعسكرية فيما بعد.
وأشارت مصادر سياسية إلى مساعٍ حوثية لإجراء حوار منفصل مع التحالف العربي ترتبط بوقف الهجمات من الجانبين، مع إجراء مناقشات أخرى في الداخل مع الأطراف اليمنية لبحث تسوية سياسية.
وارتبط هذا التوجه الحوثي بما صدر عن التحالف العربي أمس الخميس، من بيان لم يقتصر على نفي شن غارات على محافظة صنعاء كما تردد، لكن التحالف عبّر عن رغبته في "تهيئة الأجواء السياسية للمسار السلمي"، وفق نص البيان.
التُقطت هذه الرسالة بأن التحالف حريص على التسوية السياسية وإفساح أمام الانخراط في عملية تفاوضية شاملة، لا سيّما أن بيان التحالف تزامن معه ما وُصِف بأنه استعداد حوثي لفتح مطار صنعاء.
وفيما تذهب هذه التطورات إلى اعتبار أن هناك أرضية توافقية حتى وإن كانت هشة، أو على الأقل عدم غلق الباب كليًّا أمام جهود الحل السياسي، فإن وسائل إعلام مقربة من حزب الإصلاح، تحدثت عن أن الوفد العماني فشل في إقناع الحوثيين بمبادرة الحل السياسي.