إنسانية الإمارات تعبر الحدود.. مواقف تاريخية لدعم الجنوب

السبت 12 يونيو 2021 01:06:34
إنسانية الإمارات تعبر الحدود.. مواقف تاريخية لدعم الجنوب

في الوقت الذي رسّخت فيه الإمارات نموذجًا للإنسانية جذب الأنظار ولاقى التقدير، فقد نال الجنوب دعمًا غير محدود من قِبل دولة شهد بخيرها وغوثها العالم أجمع.

دولة الإمارات قدمت صنوفًا عديدة من الدعم للجنوب في كافة القطاعات، بين جهود لتحرير أراضيه من بين براثن الإرهاب، أو مد يد العون بجهود إنسانية لامست احتياجات المواطنين بشكل كبير.

عسكريًّا، لعبت دولة الإمارات دورًا حاسمًا في تحرير العاصمة عدن من المليشيات الحوثية، في مواجهة سطرت فيها القوات المسلحة الإماراتية بطولات ملهمة بإشراف مباشر من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.

قدمت دولة الإمارات تضحيات كبيرة في إطار هذه الجهود الإنسانية لإحلال السلام، ولا يُنسى الملازم أول عبدالعزيز الكعبي الذي استشهد في خور مكسر بالعاصمة عدن في 16 يوليو 2015، كأول شهداء التحالف العربي.

ولعبت دولة الإمارات دورًا لوجستيًّا مهمًا في عملية التحرير، عبر إعادة ترتيب صفوف القوات الجنوبية ودعمها وتشكيل الألوية العسكرية، وهو ما سهّل عملية التحرير.

وفي أبين، قدمت الإمارات ثلاثة من شهدائها أثناء تقدمهم الصفوف الأولى لتحريرها، هم: فاهم سعيد أحمد الحبسي، وجمعة جوه، وخالد عبدالله محمد الشحي، وتكريما لهم أُطلقت أسماؤهم على ثلاثة من المدارس الثانوية بالمحافظة.

في حربها ضد الإرهاب، نفذت القوات المسلحة الإماراتية أكثر من 130 ألف طلعة جوية وأكثر من نصف مليونِ ساعة طيران، وشاركت القوات البحرية في ثلاث قوات واجب بحرية بأكثر من خمسين قطعة مختلفة وأكثر من ثلاثة آلاف بحار مقاتل، وذلك ضمن قوة تسليحية تخطت 15 ألف جندي في 15 قوة واجب.

الجهود العسكرية في تحرير الجنوب من الإرهاب الحوثي امتزجت بعطاءات إنسانية فريدة، بذلتها أذرع الخير الإماراتية لا سيّما هيئة الهلال الأحمر ومؤسسة الشيخ خليفة آل زايد للأعمال الإنسانية، وهي جهود أحدثت نقلة كبيرة في تحسين الأوضاع المعيشية في الجنوب.

وتبنت دولة الإمارات استراتيجية اعتمدت على تخفيف الأعباء عن المواطنين، عبر تيسير وصول المساعدات الإنسانية على نحو آمن ومن دون عوائق لتجنب تدهور الأوضاع الإنسانية المتدهورة.

وعملت دولة الإمارات على إعادة تأهيل الأضرار التي خلّفها الحوثيون في العاصمة عدن وغيرها من المدن التي تم تحريرها، وتمكنت من توفير الخدمات الأساسية للمدن المتضررة بهدف عودة النازحين إلى ديارهم وحصولهم على الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وصحة وتعليم.

وفي محافظات مختلفة، دشنت دولة الإمارات عددًا من المشروعات الإنمائية في المجالات الصحية والتعليمية والطاقة والمياه، باعتبارها ضرورة لانطلاق مرحلة البناء والإعمار والتنمية الشاملة.

ومثّل مشروع إعادة تأهيل وصيانة مطار عدن الدولي أحد أهم المشروعات الإنسانية، حيث استعاد المطار عافيته بأيادي العون والمساعدة من دولة الإمارات بعد الأضرار الجسيمة التي لحقت به من جرّاء الاعتداءات الحوثية.

وعملت شركة إماراتية متخصصة على إعادة تأهيل المبنى الفني، وبرج المراقبة، ومبنى الإدارة، إلى جانب صالتي المغادرة والوصول، إضافة إلى تجهيز إضاءة المدرجات بمعداتها كاملة، وإعادة تأهيل حظيرة صيانة الطائرات، وإعادة تشغيل مبنى الإطفاء مع معداته.

وعقب تحرير المطار منتصف يوليو2015، عملت الإمارات على تزويده بمعدات الخدمات الأرضية، وسيارة إطفاء لاستقبال الرحلات العسكرية.

وساهمت دولة الإمارات في العمل على تعزيز الأمن والاستقرار، إدراكًا بأن المضي قدمًا في إعادة البناء والإعمار يتطلب توفير بيئة مستقرة وآمنة، لهذا عملت وتعمل على إعادة تأهيل الأجهزة الأمنية ومساعدتها على التصدي للتحديات والمخاطر.

إغاثيًّا أيضًا، نفذت بذلت الإمارات مشروعات ترميم وإعادة تشغيل محطات توليد الكهرباء وشبكات التوزيع، لإنهاء أزمة انقطاع التيار الكهربائي، ووفرت محطة توليد كهرباء بقدرة 440 ميجاوات، للعاصمة عدن ومحافظات لحج وأبين والضالع.

كما وفرت الإمارات الوقود والغاز لمحطات توليد الطاقة، إضافة إلى مولدات كهربائية، والتعاقد مع شركات محلية لتشغيلها وصيانتها في كل من محافظات عدن وأبين والضالع ولحج وشبوة وحضرموت والمهرة.

وأنشأت الإمارات نحو خمس محطات لتوليد الطاقة الكهربائية، منها محطتان جديدتان في محافظة عدن، ووفرت نفقات الصيانة وقطع الغيار، وأيضًا الديزل والوقود والغاز لمحطات توليد الطاقة والمستشفيات والمدارس، والمباني العامة.

وفي قطاع النقل، عملت الإمارات توفير آليات وسيارات مدنية للنقل ومركبات لنقل الماء والوقود ودعم قطاع النقل في العاصمة عدن ومحافظات حضرموت والمهرة وجزيرة سقطرى، مع إعادة بناء مطار وميناء عدن وبناء مطار وميناء جزيرة سقطرى.

كما أولت اهتمامًا كبيرًا بإعادة تأهيل وتطوير العديد من المستشفيات، إضافة إلى توفير مستلزمات طبية أخرى، لدعم قطاع الصحة، وقد اشتملت هذه المساعدات على بناء وإعادة الإعمار للبنية التحتية للمنشآت الصحية، حيث عملت على إعادة بناء وصيانة العديد من المستشفيات والعيادات في عدن وحضرموت إلى جانب بناء مركز للجراحات وآخر لغسيل الكلى ومركز للولادة ومركزين لذوي الاحتياجات الخاصة بالإضافة إلى عيادة متنقلة وإعادة تأهيل وتجهيز مستشفى الجمهورية بعدن وتجهيز مستشفى الشيخ خليفة في جزيرة سقطرى، مع توفير أجهزة طبية وأدوية بعدد من المستشفيات في عدن، والضالع، ولحج، وحضرموت، والمهرة، وشبوة، وأبين، وإرسال إمدادات طبية عاجلة إلى عدد من المستشفيات.

ومحافظة سقطرى واحدة من المناطق التي تشهد على إنسانية الإمارات، إذ يقول رئيس القيادة المحلية لمجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظة رأفت الثقلي، إن دعم دولة الإمارات كان سخيًا ومنقطع النظير وركز على الجانب التنموي.

وشملت مشروعات الخير الإماراتية هناك، قطاعات الكهرباء والمياه، والقطاع السمكي والصيد، والتربية والتعليم، وتحديث مطار وميناء سقطرى، إضافة إلى مشروعات في قطاع الصحة، مثل إنشاء مستشفى خليفة في العاصمة حديبو الذي تكفل بكل ما يحتاجه السقطريون من خدمات التطبيب.

كما أن هناك مشروعا لإنشاء جامعة متطورة باسم جامعة سقطرى للعلوم والتكنولوجيا بدعم إماراتي، بالإضافة إلى ابتعاث عدد من أبناء الجزيرة للدراسة في مصر والإمارات ودول أخرى، بلغ عددهم قرابة أكثر من 80 طالبا وطالبة، يتلقون منحا دراسية بدعم الإمارات ومؤسسة خليفة.