الإفراج مقابل الأموال.. قصة طالب جامعي اعتقله الحوثيون مرتين
وثّق طالب جامعي، حجم الجرائم والاعتداءات التي ترتكبها المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، والتي تتخذ حججًا واهية لتنفيذ عملية الاعتقال.
الطالب، ويُدعى ياسر، روى أنه اعتقل مرتين في سجنين حوثيين مختلفين، ففي المرة الأولى اعتقلته المليشيات خلال انتقاله من منطقة الحوبان إلى مدينة تعز، فتم اعتقاله وإيداعه في زنزانة انفرادية.
ونُقِل الطالب الجامعي فيما بعد إلى سجن الصالح، وهو المعتقل الرئيسي للمليشيات الحوثية في محافظة تعز، وذلك بعد أن وجهت له المليشيات اتهامًا بما تسميه "التواصل مع التحالف العربي".
وأوضح ياسر، وهو طالب في كلية الحقوق، أنه قضى عامًا كاملًا في المعتقل، وتعرض هناك لصنوف عديدة من التعذيب على يد العناصر الحوثية، قبل أن يغادر المعتقل بعدما دفعت أسرته مبلغًا ماليًّا كبيرًا لأحد مشرفي المليشيات.
لم يمضِ الكثير من الوقت، حتى أعيد اعتقال "ياسر" مرة أخرى، وأودع هذه المرة في سجن الشمالية الخاص بتنظيم القاعدة لمدة ثمانية أشهر، وغادره بعد أن دفعت أسرته أموالًا أخرى للحوثيين.
ما جرى مع الطالب الجامعي يدحض مزاعم حوثية، بأن عمليات الاعتقال تتم وفقًا لاتهامات مباشرة، ويُستدل على ذلك بأن المليشيات أفرجت عنه مرتين بعد الحصول على الأموال، علمًا بأن تكوين الثروات المالية الضخمة هو أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت الحوثيين لإشعال الحرب وإطالة أمدها.
ويرتكب الحوثيون الكثير من الجرائم والاعتداءات ضد المعتقلين الذين يُزج بهم إلى سجون، بعضها لا يزال يقبع في نطاق السرية، في محاولة من المليشيات لإخفاء أمر هذا التنكيل المروع.
ووفق شهادات معتقلين سابقين، فإن المليشيات الحوثية تمارس اعتداءات بالضرب بالقضبان المصنوعة من الصلب والكابلات الكهربائية والأسلحة والتعذيب بخراطيم المياه بضخ على الأجسام بشكل حاد.
وتقول منظمة العفو الدولية، في تقرير أصدرته قبل أيام، إن الكثير من المعتقلين لا يزالون يعانون من إصابات بدنية ومشكلات صحية مزمنة نتيجة لهذه الانتهاكات، فضلا عن نقص الرعاية الصحية التي تلقوها خلال فترة اعتقالهم.
من جانبها، قالت مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية هبة مرايف إنّه يجب على مليشيا الحوثي إنهاء هذه الانتهاكات فورا، والإفراج الفوري وغير المشروط عن أي شخص اعتقل لمجرد ممارسته السلمية لحقوقه.
وكشفت المنظمة، عن أن مليشيا الحوثي تستخدم السجناء في صفقات خاصة، أسفرت عن نفيهم وإبعادهم قسريا عقب الإفراج عنهم، مطالبة بإنهاء النفي القسري الذي يمثل خرقا فادحا للقانون الدولي.
وتعرض 12 معتقلا على الأقل للتعذيب أو غيره من ضروب المعاملة السيئة خلال الاستجواب والاعتقال، وفق المنظمة.
وفيما تعج السجون الحوثية بأعدادٍ ضخمة من المعتقلين، فإن عددًا من الصحفيين يقبعون منذ سبعة أعوام في سجون المليشيات، تعرضوا خلالها لصنوف عديدة من التعذيب النفسي والجسدي بعد إخفاء قسري استمر خمسة أعوام، ثم أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة "التابعة للحوثيين" حكمًا بإعدام أربعة صحفيين تعزيرًا والاكتفاء بالمدة للخمسة الصحفيين الآخرين.
في سياق غير بعيد، طالبت رابطة أمهات المختطفين، المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن جريفيث بالضغط على الحوثيين للإفراج عن مئات المختطفين في سجون المليشيات.
وأفاد بيان صادر عن الرابطة، بأن هناك 624 مختطفا ومخفيا قسرا في سجون مليشيا الحوثي، يواجهون أوضاعًا مأساوية، داعية للإفراج عن جميع المختطفات من النساء دون شروط.
وسبق أن وثقت تقارير رسمية أن المليشيات الحوثية ارتكبت 21 ألف انتهاك في محافظة صنعاء، شملت القتل والتعذيب حتى الموت، والإخفاء القسري، ونهب الأموال، والتهجير، والاعتداء على الأطفال، والانتهاكات بحق النساء.