من وزارة شبابية رياضية إلى مؤسسة دينية.. خطة حوثية تنشر السموم الطائفية

السبت 12 يونيو 2021 17:47:45
 من وزارة شبابية رياضية إلى مؤسسة دينية.. خطة حوثية تنشر السموم الطائفية

طرقت الطائفية الحوثية أبواب وزارة الشباب والرياضة في حكومة المليشيات "غير المعترف بها"، عبر ممارسات لوزيرها محمد حسين المؤيدي الذي يعمل على تحويلها إلى "مؤسسة دينية".

وكشفت مصادر مطلعة، أن المؤيدي وضع خطة شاملة للعمل على تحويل وزارة الرياضة إلى مؤسسة دينية على نحو يتناسب مع ما أسماها "رؤية المسيرة القرآنية".

وتتضمن الخطة الحوثية، إلغاء كل الأنشطة والفعاليات التي كانت من المفترض تنظيمها في الفترة المقبلة والمتعلقة بالدور الطبيعي والمفهوم لوزارة شباب ورياضة، على أن يتم استبدالها إلى فعاليات تخدم الهوية الطائفية للمليشيات المدعومة من إيران.

في الوقت نفسه، تقول المصادر أيضًا إن الوزير الحوثي يرفض مقابلة أي قيادات نسوية سواء شبابية أو رياضية، كما أنه يتغيب عن حضور أي فعاليات بها حضور نسوي، مدعيًّا أن المشاركة في مثل هذه التجمعات هي بمثابة مخالفة دينية، على حد زعمه.

"المؤيدي" عينه الحوثيون في منصب وزير الشباب والرياضة، خلفًا لحسن زيد الذي قُتل في أكتوبر الماضي، وقد وُجِّهت اتهامات للمليشيات بأنها تقف وراء مقتله، في إطار ما باتت تعرف بصراعات الأجنحة التي تفشت في المعسكر الحوثي بشكل كبير للغاية.

ويُعرف عن المؤيدي أنه واحد من القيادات الحوثية المتشددة، وهو حفيد الزيدي مجدالدين المؤيدي الذي تعتبره المليشيات أحد أبرز أعلامها المذهبية، وقد نُظر إلى تعيينه في هذا المنصب باعتباره مقدمة لغرس طائفية حوثية ضخمة في الوزارة.

وعلى شاكلة وزارة الشباب والرياضة، فإن المليشيات الحوثية منذ أن شنت حربها العبثية في صيف 2014، فرضت سطوتها على كافة المؤسسات والقطاعات، وتزامن مع ذلك العمل على نشر سمومها الطائفية عبر التوسع في فعاليات تخدم الأجندة التي صُنعت من أجلها.

وأسست المليشيات الحوثية نظامًا طائفيًّا عصف بالتماسك الاجتماعي، ونشر المنهج الزيدي بشكل كبير، علمًا بأن تضييقًا ومطاردة وإقصاء واعتداءات هي كلها أمور تنتظر من يعارض خطوات المليشيات في هذا الصدد.

وإتساقًا مع خطوة وزير الرياضة الحوثي الذي يتجه نحو تحويل الوزارة إلى مؤسسة دينية، فقد عملت المليشيات على مدار الفترات الماضية على توظيف رجال الدين فيما يخص العمل على ترويج مفاهيم طائفية تحت عباءة الدين، بهدف استقطاب العقول إلى أفكار المليشيات.

ويعتمد الحوثيون على أئمة ومساجد تابعين لها في نشر أفكارها وسمومها، وذلك من خلال تلقين محاضرات وتنظيم ندوات، يُزَّج السكان القاطنون في مناطق سيطرة المليشيات، لحضور بالقوة والتهديد والترويع.
 
وتحولت المليشيات الحوثية لاعتناق المذهب الإثني عشري الإيراني، متخلية عن المذهب الزيدي الذي قامت عليه في الأساس، لكنها اتجهت لتبني الفكر الإيراني الإقصائي.

ويبد أن فكر مؤسس المليشيات المدعو حسين بدر الدين الحوثي يرفض الكثير من الأسس الفقهية والأصول الدينية التي يقوم عليها المذهب الزيدي، كما أن كتاباته تفضح اقتناعه بالمذهب الإثني عشر الإيراني، وتأثره بما يسمى بـ"الثورة الخمينية" في إيران، التي كان يصفها بأنها "نموذجًا ملهمًا للشعوب العربية المسلمة"، على حد زعمه.