إجراءات أمنية على طاولة الانتقالي لضبط منفذي تفجير زنجبار
تتوالى ردود الأفعال على مختلف الأصعدة، في أعقاب التفجير الإرهابي الذي استهدف شاحنة تقل عددًا من القوات المسلحة الجنوبية بمدينة زنجبار بمحافظة أبين، في هجوم إرهابي وُجِّهت أصابع الاتهام فيه إلى مليشيا الشرعية الإخوانية عبر تحريك أذرعها الإرهابية.
ففي هذا الإطار، ترأس الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، اليوم السبت، الاجتماع الدوري الأسبوعي للقادة العسكريين والأمنيين.
وقال بيانٌ صادرٌ عن رئاسة المجلس، اطلع "المشهد العربي" على نسخة منه، إن الاجتماع بدأ بالوقوف دقيقة حدادا، وقراءة الفاتحة على روح الشهيد القائد حيدرة الجعدني، وأرواح الأبطال الميامين الذين استشهدوا في العملية الإرهابية الغادرة الجبانة بمدينة زنجبار ظهر أمس الجمعة.
وعبر الرئيس الزُبيدي عن صادق تعازيه لأسر الشهداء وذويهم، وقال إنّ الإرهاب مهما تعددت جرائمه وتوسعت قنوات تمويله وتنوعت أغطيته السياسية، فإن ذلك لن يحول دون زوال تنظيماته وعناصره على يد أبطال القوات المسلحة الجنوبية ومن التراب الوطني الجنوبي كافة.
وأضاف الرئيس الزبيدي أنّ إرادة شعب الجنوب، وفي طليعته قواته، المسلحة أقوى وأبقى من الإرهاب وتنظيماته والأطراف الراعية له والمتحكمة به في حربها على الجنوب.
وخلال الاجتماع، اطّلع الرئيس القائد إلى ما اتخذ من إجراءات أمنية عاجلة من شأنها إلقاء القبض على الجناة الإرهابيين مرتكبي مجزرة زنجبار التي استشهد على إثرها سبعة من خيرة أبطال القوات المسلحة الجنوبية، وجُرح 25 بينهم مدنيون.
كما تم الإطلاع على الإجراءات الرامية إلى إلقاء القبض على العناصر الإرهابية التي اغتالت القائد الجعدني وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع.
ولم يكشف بيان الانتقالي أي إجراءات سيتم اتباعها في إطار تحصين الجنوب من براثن الإرهاب والإيقاع بمرتكبي الهجمات الإرهابية.
وبحسب البيان، شدد الاجتماع على أهمية استمرار الحملة الأمنية لملاحقة وتتبع العناصر الإرهابية وصولا إلى أوكارها وخلاياها، وضبط الخارجين عن القانون وفقا للخطة الأمنية المعتمدة لهذا الغرض.
وكانت عناصر إرهابية مسلحة قد اغتالت مدير الرقابة والتفتيش بقوات الدعم والإسناد العقيد حيدرة الجعدني في حي المنصورة بالعاصمة عدن، فيما نجا مدير شرطة مديرية "المسيمير" النقيب "عبدالكريم جهظر" من كمين مسلح نصبه مجهولون بالقرب من منزله بلحج.
وأمس الجمعة، شيع المئات من أبناء الجنوب جثمان الشهيد القائد حيدرة جبران الجعدني، في موكب مهيب تقدمه عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي القائم بأعمال الأمين العام المهندس عدنان الكاف، وأركان قوات الدعم والإسناد العميد نبيل المشوشي، ورئيس العمليات العميد ركن عبدالسلام البيحاني، وعدد من قادة دوائر الدعم والإسناد والألوية والكتائب الأمنية.
وجرت صلاة الجنازة على جثمان الشهيد المغدور به في مسجد الفردوس، وشيع في موجب جنائزي مهيب إلى مقبرة الرضوان بالممدارة حيث وورى جثمانه هناك.
من جانبه، قال العميد المشوشي إنّ يد العدالة ستطال الإرهابيين الفاعلين للجريمة عاجلًا أو آجلًا، ولن يذهب دم الشهيد حيدرة الجعدني هدرًا ما دام الدم يدب في عروق زملائه في الدعم والإسناد وقوات الأمن، وفق تعبيره.
عسكريًّا، قالت القوات المسلحة الجنوبية على لسان الناطق المقدم محمد النقيب، في كلمة متلفزة، إنها لها خيار واحد فقط وهو القيام بمسؤوليتها الوطنية في حماية الجنوب، أرضًا وشعبًا، مع المحافظة على مكتسباته.
وأضاف أن القوات المسلحة الجنوبية أعدت نفسها على المستوى التنظيمي والقتالي لمواجهة الإرهاب والتطرف وإزالة مخاطره وتجفيف منابعه وكسر مظلاته وروافعه السياسية والعسكرية على كافة التراب الوطني الجنوبي.
وفيما دعت قيادة القوات المسلحة الجنوبية، دول التحالف العربي والمجتمعين الإقليمي والدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم في هذا الإطار، فقد طالبت دول التحالف العربي والتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بتوفير الدعم اللازم والمباشر لاستكمال معركة اجتثاث الإرهاب، وأنها ستمارس مهامها الوطنية في الدفاع عن شعب الجنوب وحماية أراضيه.
واتهم المتحدث العسكري الجنوبي، نظام الشرعية وبالأخص تنظيم الإخوان باستخدام أدوات الشر والإرهاب والترهيب، وأنها استغلت حالة الجمود السياسي الناجم عن عرقلتها تنفيذ بنود اتفاق الرياض في العمل على توظيف قوى إرهابية لضرب الجنوب.
وأشار النقيب، إلى انخفاض وتيرة عمليات مكافحة الإرهاب الميدانية نظرًا للمتغيرات العسكرية التي طرأت في محافظتي شبوة وأبين، مؤكدًا أن هذا الوضع مثّل فرصة حقيقية للجماعات الإرهابية المتطرفة لعودة نشاطها الإرهابي وإعادة تموضعها على الأرض.
وفيما يرقد جرحى التفجير في مستشفى النقيب بالعاصمة عدن، فقد أجرى رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة أبين محمد أحمد الشقي زيارة لهم، يرافقه عضو الجمعية الوطنية حسن منصر غيثان الكازمي.
وأفاد بيانٌ صادر عن المجلس الانتقالي الجنوبي، اطلع "المشهد العربي" على نسخة منه، بأن الشقي وغيثان حرصا خلال الزيارة على الاطمئنان على جرحى الانفجار، وحثا الطاقم الطبي على تقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم.