قتيل إب.. معلمون اصطادتهم الفوضى الحوثية واعتداءات المليشيات الدامية
بين اعتداءات جسدية دامية تصل إلى حد القتل وتضييقات معيشية مؤلمة ومتصاعدة، تكبد المعلمون في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران الكثير من الأعباء.
وانضم "صادق شميس" إلى قائمة طويلة من الضحايا من بين المعلمين الذين راحوا ضحية الحرب الحوثية التي تخلّلتها فوضى أمنية قاتمة، إذ عثر على جثمانه مقتولًا منطقة الدحثاث بمديرية المشنة.
ويعمل "صادق"، مدرسًا لمادة الكيمياء في مدرسة الأمل بمنطقة "الدحثاث"، وقد عثر أهالي المنطقة على جثمانه في مزرعة قات تابعة له.
واقعة مقتل المعلم، التي لا تزال أسبابها وتداعياتها مجهولة، تأتي في أعقاب مقتل وإصابة عشرة أشخاص خلال أسبوع فقط بعدد من مناطق وقرى محافظة إب، الغارقة في انفلات أمني مرعب.
مقتل شميس وإن كان نابعًا عن فوضى أمنية صنعها الحوثيون، لا يختلف عن مئات الضحايا من بين المعلمين الذين طالتهم يد الاعتداء الحوثية الغاشمة.
وتكشف إحصاءات تربوية حديثة نُشرت في شهر مايو الماضي، أن 1579 معلمًا وإداريًّا بقطاع التعليم تعرضوا للقتل طيلة ستة أعوام ماضية على أيدي الحوثيين، بينهم 81 مدير مدرسة، و1497 معلما وعاملا تربويا، وتعرض 2642 معلما لإصابات مختلفة برصاص الميليشيات، ونتج عن بعضها إعاقات مستدامة.
الجرائم الحوثية ضد منتسبي قطاع التعليم أدّت أيضًا إلى تهجير نحو 20 ألف معلم بعد تعرضهم للتهديدات والملاحقات من قبل المليشيات التي قطعت أيضًا رواتب 60 % من إجمالي العاملين في القطاع التربوي والبالغ عددهم أكثر من 290 ألف موظف وموظفة.
وفي رصد للجرائم الحوثية ضد المنظومة التعلمية ذاتها، فقد أقامت المليشيات أكثر من 5476 فعالية من أجل التعبئة العسكرية والطائفية بمدارس محافظة صنعاء خلال الشهرين الماضيين فقط.
واستهدفت المليشيات الحوثية في هذه التحركات الطائفية، أكثر من نصف مليون طالب وطالبة مقيدين في 310 مدارس، بغية غسل أدمغتهم ولإنتاج جيل مشبع بالأفكار الطائفية وبثقافة القتل والعنف والكراهية، تمهيدًا للزج بهم في جبهات القتال.