قمع الإخوان لـاحتجاجات الفساد.. تارة بالقمع وأخرى بالتحايل
تتجه زمام الأمور في تعز إلى الإفلات من قبضة السلطة الإخوانية المهيمنة على المحافظة، من جرّاء تفاقم موجة الغضب والاحتجاجات على فساد السلطات المحلية التابعة للشرعية هناك التي تستميت لإخماد حدة الغضب.
واليوم السبت، جدّد مئات المتظاهرين من احتجاجاتهم للمطالبة بإقالة الفاسدين من السلطة المحلية "الإخوانية"، والدعوة لتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان وحل المشكلات المعيشية.
واشتكى المتظاهرون من تردٍ حاد في خدمات المياه والكهرباء والصحة واتهموا سلطة الإخوان بإهمال تدبير احتياجاتهم، فقد أكّدوا استمرارهم في التظاهر والضغط لحين إزاحة "الفاسدين" من رأس السلطة المحلية والمواقع الإدارية بها.
كما طالب المتظاهرون، برحيل السلطة العسكرية التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي ممثلة بقائد المحور اللواء خالد فاضل ومستشار المحور الحاكم العسكري الإخواني للمحافظة عبده فرحان سالم المخلافي، وإزاحة السلطة المحلية المدنية ممثلة بالمحافظ نبيل شمسان، ووكيله الأول عبدالقوي المخلافي وبقية الوكلاء ومدراء العموم.
واستحدث المتظاهرون خيامًا للاعتصام المفتوح أمام مبنى محافظة تعز بشارع جمال وسط المدينة، بعد أن كانوا نصبوا خيامًا مؤقتة أمس الجمعة.
وفيما جابت مسيرة المتظاهرين شارع جمال عبد الناصر، فقد دفعت المليشيا الإخوانية بمجموعة من الخارجين عن القانون، من أجل ترويع المحتجين وتفريقهم عبر إثارة أعمال شغب وبلطجة، كما عملت هذه العناصر على تمزيق اللافتات التي رفعها المتظاهرون ضد السلطة الإخوانية.
يأتي هذا فيما أفادت روايات شهود عيان، بأن عناصر أمنية تتبع إدارة أمن تعز تدخلت لقمع الاحتجاجات عبر إطلاق الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، وقد تحدثت هذه الروايات عن سقوط جرحى من جرّاء هذه الاعتداءات، لكن دون تحديد عدد دقيق.
وكان الاعتصام قد بدأ أمس الجمعة أمام مبنى ديوان محافظة تعز احتجاجًا على تفشي الفساد في السلطة المحلية، وتردي الخدمات الأساسية في المحافظة، علمًا بأن المظاهرات مستمرة هناك منذ ثلاثة أسابيع في مواجهة السلطة الإخوانية التي تحاول إخماد حدة الغضب عبر قرارات إدارية تستهدف امتصاص هذا الغضب أو من خلال قمع الاحتجاجات.
كما لجأت السلطة المحلية الإخوانية إلى أكثر من حيلة في محاولة للسيطرة على الأوضاع على الأرض، وتمثل ذلك في إخراج مظاهرة بالضغط من أجل فتح منافذ مدينة تعز، وقد روجت لها المنصات الإعلامية الإخوانية في محاولة للتشويش على الاحتجاجات ضد الفساد.
إداريًّا، تواجه السلطة المحلية اختلالات متصاعدة، تمثلت في رفض مدراء قطاعات خدمية مثل النقل والكهرباء إقالتهم، في خطوة من محافظ تعز رأى محللون أنها تمثل محاولة لامتصاص حدة الغضب التي يتسع نطاقها بمرور الوقت.
وحركت المليشيات الإخوانية كتائبها الأمنية من محور تعز، واقتحمت المقار الحكومية التي شملتها قرارات إقالة مدرائها، وأغلقت وعرقلت العمل بها، وهو ما زاد من حدة التوترات الأمنية والإدارية على الأرض.