مواجهة الثأر.. ضمن إستراتيجية الجنوب لحصار إرهاب الشرعية
سلط الاجتماع الذي عقده الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، أمس السبت، مع الشيخ وديع الدربعي البرهمي، شيخ قبيلة البرهمي، الضوء على ظاهرة "الثأر"، والتي تأخذ في الانتشار في العديد من المجتمعات العربية، وتشكل جزءا رئيسيا من خطط بلدان عدة للتعامل معها، لكن الظاهرة تشكل خطرا على نحو أكبر في المحافظات الجنوبية إذ يجري توظفيها سياسيا لتحقيق مصالح قوى معادية.
دعا رئيس المجلس الانتقالي لإطلاق ميثاق شرف مجتمعي لمواجهة الظاهرة في محافظات، ملمحا إلى ضلوع أطراف خارجية في تأجيجها، ما يشي بأن رصدا لزيادة معدلات الجرائم المرتكبة في المناطق الواقعة تحت احتلال مليشيات الشرعية واستغلال تبعاتها لإثارة الفوضى في الجنوب.
بالنظر إلى ما تقوم به الشرعية الإخوانية في محافظة شبوة الواقعة تحت احتلالها، فإنها تستغل الخلافات بين القبائل لإدخال المحافظة في فوضى أمنية تُمكنها من ممارسة انتهاكاتها بين المواطنين، ما يبرهن على ذلك رفضها التدخل لوقف اشتباكات قبلية اندلعت في مدينة عتق، الثلاثاء الماضي، بين قبيلتي آل الرباحي وآل حنيشان الخليفة.
تعد المشكلات القبلية التي تندلع بين الحين والآخر في شبوة خلال العاميين الماضيين، وهي الفترة التي وقعت فيها تحت احتلال الإخوان، أمرا دخيلا على الجنوب، فهناك تاريخ طويل من التآخي والمودة بين كافة القبائل الجنوبية التي يبلغ عددها حوالي 25 قبلية، لكن مساعي القوى المعادية في اختراق هذه القبائل، كي لا يمثل تماسكها خطرا يهددها يؤدي إلى اندلاع اشتباكات مسلحة بين الحين والآخر.
دائما ما تكون هذه الاشتباكات نتيجة خلاف على قطعة أرض، أو جراء تكرار حوادث الطعن التي تؤدي إلى وفاة أحد الأشخاص لتقرر القبلية الأخرى الانتقام له، وبالتالي فإن شرارة انطلاقها تبدو مفتعلة وتساهم في اتساع رقعة الثأر بين قبائل مختلفة تترسخ لديها عداوات تمتد لسنوات طويلة.
أدرك الرئيس عيدروس الزبيدي مبكرا خطورة التفرقة بين القبائل على خلفية ظاهرة الثأر، ما دفعه للقاء وجهاء وأعيان "الصبيحة" في محافظة لحج، ووصفها بأنها "سياج منيع تنتحر على صلابته المؤامرات والأطماع في الجنوب وأمنه واستقراره".
وطالب خلال الاجتماع الذي عقده الأسبوع الماضي، بتعزيز وحدة الصف والتلاحم المجتمعي، وتحجيم ظاهرة الثأر محذرا من مؤامرات تستهدف مناطق الصبيحة لإضعافها وإفقادها دورها النضالي وتموضعها السيادي.
يؤكد الاهتمام الجنوبي بمجابهة الظاهرة، على أن الانتقالي وضع خطوات التعامل مع "الثأر" خططه الإستراتيجية لمجابهة إرهاب الشرعية، باعتباره أحد المسببات الرئيسية لانتشار الجريمة واتساع نطاقها، وتوظيفه سياسيا لخدمة مشروعات احتلالية تعادي الجنوب.