جرائم الحوثي الفظيعة.. جمهوريون يخاطبون إدارتهم لمواجهة انتهاكات المليشيات
في وقت يواجه فيه الحوثيون ضغوطًا من قِبل الولايات المتحدة دفعًا نحو إحداث حلحلة سياسية شاملة، فإن ضغطًا آخر جاء من واشنطن فيما يخص الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها المليشيات.
وبعث عدد من الجمهوريين البارزين في مجلس الشيوخ، رسالة إلى مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، تدعوها إلى التركيز أكثر على الانتهاكات العنيفة لحقوق الإنسان التي يرتكبها الحوثيون، لما لذلك من تأثيرات على أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
وأعرب الجمهوريون، في رسالتهم،عن قلقهم العميق من الانتهاكات الواسعة والمنظمة للحوثيين في اليمن، واتهموا المجتمع الدولي بالتغاضي عن فظائع المليشيات، وهو ما أدّى إلى شعور بعدم المحاسبة.
وطور الحوثيون نظامًا استخباراتيًّا قمعيًّا على غرار الحرس الثوري الإيراني، يعمل خارج نطاق السيطرة الرسمية، ويقدم تقاريره مباشرة إلى زعيم الحركة عبد الملك الحوثي، عبر التمادي في سياسات الترهيب والقمع والتخويف، كما تقول الرسالة.
في الوقت نفسه، اعتبر المشرعون الأمريكيون في رسالتهم، أن تسليط الضوء على طبيعة الحوثيين هذه قد يحول دون مزيد من تدهور الوضع الإنساني، وطالبوا "الدبلوماسية الأمريكية" بتوظيف صوتها في مجلس الأمن، وتصويتها للحرص على إدراج انتهاكات الحوثيين لحقوق الإنسان في الاجتماعات والبيانات والقرارات المتعلقة بالصراع في اليمن.
ماضي الحوثيين يعج بالكثير من الاعتداءات والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات، وصُنِّفت بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وعلى الرغم من أن منظمات دولية وجهت اتهامات للمليشيات على هذا النحو، لكن الأمر اقتصر على الاتهام دون المحاسبة.
ففي عام 2020 فقط، ارتكبت المليشيات الحوثية العشرات من العمليات الإرهابية، ضد المدنيين، مع استهداف الأحياء السكنية والمنازل والمنشآت العامة ثم الأفراد، والملاحة البحرية والسفن التجارية وكذا المنشآت الخاصة.
وارتكبت الحوثيون 2914 انتهاكًا منها قتل 64 طفلاً برصاص القناصة، وقرابة 267 شخصًا راحوا ضحايا لألغام أرضية وعبوات ناسفة زرعتها المليشيات، و718 اعتقالا تعسفياً وإخفاءً قسريًّا.
وتنوعت الجرائم الحوثية بين قتل وخطف وتعذيب وتشريد للآلاف، وأظهرت إحصاءات رسمية أن المليشيات فجرت 898 منزلا وممتلكا خاصا ومنشأة عامة بينها 753 منزلا سكنيا و45 مسجدا ودارا للقرآن و36 مدرسة ومرفقا تعليمياً وحولت 160 مسجدا إلى ثكنات عسكرية واستراحات لعناصرها.
ولا تتوقف الجرائم التي يرتكبها الحوثيون، والتي تُصنَّف بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، إذ تستغل المليشيات العقلية الإيرانية القمعية المهيمنة عليها، وتتوسع في ارتكاب الانتهاكات ضد قطاعات عريضة من السكان.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الترسانة العسكرية الضخمة التي حصلت عليها المليشيات من إيران ساعدتها على إشعال المزيد من جبهات القتال، وهو ما ضاعف من الأعباء على قطاعات عريضة من السكان.
يُستدل على ذلك بارتفاع عدد جبهات القتال بين أطراف النزاع من 36 جبهة في عام 2019 إلى نحو 50 جبهة قتال في مطلع عام 2021، وهو ما أدى إلى تفاقم كبير في أزمة النازحين الذين لم يجدوا بديلًا عن الفرار من مناطق التصعيد الحوثي.
ويتفق الكثير من المحللين على أن تفاقم الإرهاب الحوثي على هذا النحو مرتبط بغياب طريقة حاسمة من قِبل المجتمع الدولي في مواجهة المليشيات ومحاسبتها على ما ترتكبه من اعتداءات وانتهاكات تستهدف المدنيين في المقام الأول.