توسع حوثي في التجنيد القسري.. كيف تساوم المليشيات طلبة المدارس على مستقبلهم؟
في مؤشر على رغبتها في إحداث المزيد من التصعيد العسكري، وفي محاولة لتعويض الخسائر التي تمنى بها، تتوسع المليشيات الحوثية الإرهابية في فرض سياسة التجنيد القسري على طلاب المدارس والزج بهم في جبهات القتال.
ولجأ الحوثيون إلى استغلال الامتحانات التي يتم إجراؤها بغية استقطاب طلاب مقابل أن يتم إعفاؤهم من أداء الامتحانات، وقد حدث ذلك بالفعل لـ2864 طالبًا من المرحلة الثانوية و1976 طالبًا من المرحلة الأساسية.
ومُنِح هؤلاء الطلاب معدلات نجاح تتراوح بين 75% و90% بعد انخراطهم بالقتال في صفوف الحوثيين، وذلك بموجب قرارات تصدرها ما تُسمى باللجنة الثورية العليا التابعة للمليشيات.
في المقابل، فإن عدم موافقة الطالب على القرار الحوثي يجد نفسه محرومًا من أداء الامتحانات، وبالتالي الحرمان من الحصول على شهادته المدرسية والالتحاق بمرحلة جديدة.
وكانت مليشيا الحوثي قد بدأت في نهاية مايو الماضي، حملة تجنيد في صفوف طلبة المدارس تحت اسم الدورات الصيفية، وهي حملة تُقام بشكل سنوي تستهدف الطلبة في المراحل الدراسية وعلى مستويات مختلفة تشمل التعبئة الفكرية المتطرفة وتنتهي باستخدام الأسلحة.
وكشفت مصادر تربوية، أن المليشيات الحوثية طالبت السكان بالإسراع في إلحاق أبنائهم في هذه المدارس التي تقدم برامج فكرية ذات صبغة طائفية وفق مقررات أعدها خبراء في مليشيا حزب الله اللبناني وجرى تحويرها إلى شخوص محلية من قيادة الميليشيات وقتلاها تمجد القتال وتحض على أن هدف الإنسان في الحياة هو "الجهاد"، حسبما يزعم الحوثيون.
واتساقًا مع هذا الغرض الخبيث، أدخلت المليشيات الحوثية تعديلات كثيرة على المناهج الدراسية لمختلف صفوف التعليم تصف فيها الولايات المتحدة بـ"الشيطان الأكبر" وأنه يجب على الأطفال قتالها.
وفي المواد المخصصة لمرحلة ما قبل المراهقة، تحتوي المناهج الحوثية على صور العنف والأسلحة في دروس الرياضيات، فيما تتحدث لصفوف المرحلة الأساسية عن النعيم الذي ينتظر قتلى المليشيات في الجنة، وأن الشهداء لا يجوز الحزن عليهم.
ودائمًا ما يرتبط تسريع الحوثيين من وتيرة هذا التجنيد القسري بحجم الخسائر والضربات التي تُمنَى بها المليشيات في جبهات القتال، وبالتالي تلجأ إلى التجنيد القسري والزج بهؤلاء الصغار إلى الجبهات، في مخالفة صارخة لكافة القوانين والأعراف.