أزعجت الشرعية.. الجمعية الوطنية تجدد التفاف الجنوب حول قيادته
رأي المشهد العربي
أزعجت حالة التوحد التي ظهرت في كافة محافظات الجنوب تزامنا مع انعقاد الدورة الرابعة للجمعية الوطنية التي انطلقت الأربعاء، الشرعية الإخوانية وعملاءها ما دفعها لتحريك أذرعها الإعلامية ضد الحدث المهم الذي يناقش قضايا الجنوب واهتمامات المواطنين باعتباره معرقلا لاتفاق الرياض، ما يبرهن على أنها غير جادة في استكمال بنوده.
تتخذ الشرعية الإخوانية من مساعي المجلس الانتقالي الجنوبي لتثبيت أركان دولة الجنوب ذريعة للتهرب من الاستحقاقات السياسية والعسكرية من اتفاق الرياض، وسبق لها أن حاولت توظيف افتتاح وكالة أنباء عدن باعتبارها خطوة معرقلة لاتفاق الرياض، بالرغم من أن تلك الخطوة أعادت الأمور لنصابها السليم، في ظل الحملات الإعلامية المسعورة التي تشنها أبواق إعلامية محسوبة على الشرعية الإخوانية في الداخل والخارج ضد الجنوب وأبنائه.
وصفت أطراف محسوبة على الشرعية الإخوانية انعقاد الجمعية الوطنية بأنه مؤشر سلبي للمتحاورين في الرياض، ومن شأنه عرقلة تنفيذ بنود اتفاق الرياض، في حين أن الجمعية الوطنية أولت اهتماما ملحوظا خلال اجتماعاتها بإنجاح المباحثات، كما أن أبناء الجنوب طالبوا هذه الدورة بضرورة التركيز على تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض، وذلك عبر تغريدات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي.
على مدار الأشهر الماضية تعددت المطالبات الجنوبية بالعودة إلى طاولة المفاوضات، وركز الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال اللقاءات الدبلوماسية والشعبية التي عقدها مع أطراف عديدة على رغبة المجلس في العودة مرة أخرى لطاولة المفاوضات من أجل استكمال بنود الاتفاق، ووجه الوفد المفاوض قبل مغادرته العاصمة عدن في نهاية الشهر الماضي بضرورة الوصول إلى تفاهمات لضمان الالتزام بما جاء فيه من بنود.
يرى مراقبون أن الشرعية استفزها التفاف أبناء الجنوب حول قيادتهم بعد أن عبّرت الجمعية العمومية عن أن هناك رأيا عاما جنوبيا موحدا يسعى لاستعادة الدولة، والتخلص من ممارسات الشرعية الإخوانية الاحتلالية، وأدركت أن كل مؤامراتها التي نسجتها خلال الأشهر الماضية ذهبت هباءً مع حالة الزخم السياسي التي أحدثتها القضايا التي ناقشها برلمان الجنوب.
وأثبت الانتقالي عبر هذه الدورة أن هناك كوادر سياسية وإدارية جنوبية لديها القدرة على وضع أساسات دولة الجنوب وإدارتها، بما يؤكد أن قطار استعادة الدولة كاملة السيادة قارب على الوصول إلى محطته النهائية، وهو ما ترفضه الشرعية التي عملت على تصعيد إرهابها ضد الجنوب منذ أن حظي المجلس الانتقالي بشرعية دولية باعتباره ممثلا عن شعب الجنوب وقضيته العادلة.
استطاع المجلس الانتقالي أن يؤسس علاقات إقليمية وعربية مهمة منذ أن تأسس في العام 2017، وتمكن من أن يحصل على دعم دولي مهم عبر دعوته لأول مرة للمشاركة كممثل عن الجنوب في مفاوضات الرياض التي انطلقت في 2019، وبالتالي فإنه لديه الحق في أن يدافع عن مصير أبناء الجنوب باعتباره ممثلا لهم، ولا يتعارض ذلك مع خوضه مباحثات حالية بالمملكة العربية السعودية تستهدف توحيد الجهود لمجابهة خطر المليشيات الحوثية والضغط عليها للوصل إلى حل سياسي باعتبار أن ذلك يدعم الهدف الإستراتيجي للجنوب والمتمثل في استعادة الدولة.