حرب وقودها الأطفال.. الحوثيون يحشدون ضحايا المراكز الصيفية إلى الجبهات
دخل التجنيد الحوثي للأطفال حيزًا جديدًا من التنفيذ الفعلي على الأرض، إذ نقلت المليشيات عددًا ممن تم تجنيدهم وتلقينهم أفكارًا طائفية مسمومة في المراكز الصيفية إلى جبهات القتال.
وأجرت المليشيات الحوثية خلال الأيام الماضية، فرزًا للأطفال الذين ألحقتهم بالمراكز الصيفية، ونقلت العشرات منهم إلى فناء جامع الصالح الخاضع لسيطرتها بمنطقة السبعين في محافظة صنعاء، المخصص لاستقبال الأطفال ممن تم اختيارهم من قبل مشرفي المليشيات للزج بهم إلى الجبهات.
ونُقل الأطفال عبر خمس عربات عسكرية إلى ميادين التدريب العسكري، بعد أن تلقوا دروس طائفية تحض على القتل والكراهية في المراكز الصيفية التي نظمها الحوثيون مؤخرًا، ولا تزال قائمة حتى الآن
وتتراوح أعمار الأطفال الذين تم نقلهم ما بين 14 و17 عامًا، فيما قالت مصادر مطلعة لصحيفة الشرق الأوسط، إن الأطفال ظهورا بملابس شعبية وهم من أبناء القبائل وليسوا من صنعاء، وقد تم استقطابهم من مناطق قروية نائية ويعانون من فقر مدقع.
في سياق متصل، وصلت تعزيزات وحشود ضخمة من عناصر المليشيات الحوثية هذا الأسبوع إلى جبهات محافظتي مأرب والجوف، تضم أولى الدفعات من طلاب المدارس ممن تم تجميعهم في المراكز الصيفية.
وتشير تقديرات المليشيات الحوثية، إلى أن المراكز الصيفية من المتوقع لها أن تستوعب ما بين 400 و500 ألف من طلبة المدارس، فيما تستهدف المليشيات تأسيس ستة آلاف في عموم المناطق الخاضعة لسيطرة هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران لزيادة أعداد الأطفال فيها إلى نحو 650 ألفًا.
ويشارك في تقديم هذه الدورات الطائفية التي تحض على الكراهية، نحو 24 ألف معلم أخضعتهم المليشيات الحوثية لدورات مكثفة في صنعاء وريفها وإب وصعدة وعمران والمحويت وريمة وحجة والحديدة والجوف وتعز والبيضاء ومأرب.
ونالت صنعاء وريفها حصة كبيرة من هذه المراكز الطائفية، بواقع 900 مركز صيفي تستهدف قرابة 35 ألف طالب وطالبة بعدد من المديريات والقرى، وفي محافظة إب فهناك أكثر من 850 مركزا موزعة على 20 مديرية ويشرف على إقامتها 2300 شخص ما بين مدير ومشرف ومدرس.
ورصد الحوثيون أكثر من مليون دولار كميزانية تشغيلية للمراكز الصيفية، وللمرة الأولى خصصت المليشيات للمرة الأولى جزءًا من تلك المبالغ لشراء ملابس ومساعدات غذائية وعينية وألعاب أطفال وهدايا بهدف توزيعها على الأسر الفقيرة والأشد فقرا بمناطق سيطرتها مقابل إلحاق أطفالها في مراكز التعبئة.