تحذيرات دولية من مجاعة وشيكة في اليمن

السبت 19 يونيو 2021 01:37:00
تحذيرات دولية من مجاعة وشيكة في اليمن

توالت النداءات من قِبل المنظمات الدولية المعنية بالأوضاع الإنسانية في اليمن، نحو تدخل عاجل وحاسم لمنع حدوث مجاعة شاملة، باتت قريبة أكثر من أي وقت مضى.

وأصدر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، بيانًا دعا فيه زعماء العالم إلى الوقوف خلف أجندة مشتركة؛ لمنع اليمن من الانزلاق إلى المجاعة، قائلًا إن العائلات الجائعة والمنهكة لا تستطيع الانتظار أكثر من ذلك.
    
وأفادت تقديرات حديثة صدرت عن البرنامج الأممي، بأن أكثر من 16 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأن هناك أكثر من خمسة ملايين شخص يتعرضون لخطر المجاعة بشكل مباشر، ونحو 50 ألف شخص يعانون بالفعل من ظروف شبيهة بالمجاعة.

وأوضح بيان "الأغذية العالمي" أنّ حوالي 13 مليون شخص يحصلون على المساعدة من البرنامج، مثل الدقيق وزيت الذرة والحبوب والسكر والملح. كما يدعم 3.3 مليون طفل وأم بالمكملات الغذائية لمعالجة ومنع سوء التغذية، ويقدم الوجبات الخفيفة في المدرسة إلى 1.55 مليون طفل – لتعزيز تغذيتهم وتشجيعهم على البقاء في المدرسة.

وتشير منظمة الصحة العالمية، إلى أنه بين الجوع الشديد وفقدان الحياة، دائمًا ما يصاب الإنسان بمرض ما، إذ أن الجوع الشديد هو شكل خطير لسوء التغذية الحاد ويهدد الحياة لكونه يضعف جهاز المناعة، مما يجعل الجسم عرضة للإصابة بالأمراض المعدية مثل الكوليرا والملاريا والالتهاب الرئوي والحصبة.

ويؤدي سوء التغذية، حتى في شكله الأقل خطورة، إلى آثار طويلة الأجل مثل ضعف النمو البدني والإدراكي، وانخفاض التحصيل العلمي والإنتاجية في العمل، وزيادة خطر الإصابة بالأمراض والوفاة.

وبحسب برنامج الأغذية العالمي، تؤثر هذه التدابير القاسية على أصغر أطفال اليمن، نصفهم معرضون لخطر سوء التغذية في عام 2021 – أي 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة.

وكان برنامج الأغذية العالمي قد تمكن من الحصول على 937 مليون دولار، من أصل 1.9 مليار دولار المطلوبة لعام 2021 لليمن، وقدم مانحون تمويلا إضافيا، وتمكن برنامج الأغذية العالمي هذا العام من زيادة المساعدات الغذائية في المناطق التي تعاني من أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي.

بيان برنامج الأغذية العالمي، وهو يدق نافوس خطر كبيرًا بشأن الوضع الإنساني، فهو يأتي في أعقاب ما كشفه منسق الإغاثة ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن قبل أن يغادر منصبه مطلع يوليو المقبل، هذا الأسبوع، من أن الهجمات الحوثية تشكل تهديدا مباشرا على حياة ملايين الناس، بينهم أكثر من مليون شخص فرّوا مؤخرًا، من ديارهم ولجأوا إلى داخل مدينة مأرب وفي محيطها.

وعلى الرغم من أن هناك وكالات إغاثية تساعد أكثر من عشرة ملايين شخص كل شهر، لكنها لا تزال تواجه العقبات، علمًا بأن لوكوك أكد خلال إحاطته أن معظم المشكلات موجودة في المناطق التي تخضع لسيطرة الحوثيين، وشدد على ضرورة إقدام المليشيات على فعل المزيد لتسهيل عمل الوكالات، وهو ما سيساعد في إقناع المانحين في مواصلة التمويل.

ومنذ إطلاق تعهدات المانحين في مؤتمر مارس الماضي بشأن تحسين الأوضاع الإنسانية في اليمن، ارتفعت نسبة تنفيذ خطة الاستجابة الإنسانية من 15% إلى 43%، وهو ما اعتبره المسؤول الأممي تقدمًا كبيرًا، وقدم الشكر للدول التي ساهمت في هذا الأمر، وبخاصة الإمارات والسعودية.

لكن في الوقت نفسه، حذر لوكوك من نقص التمويل وتأثير ذلك على تقديم الخدمات للمحتاجين، وأشار إلى أن منظمة اليونيسف ستقوم في شهر أغسطس المقبل بخفض دعم الوقود لأنظمة المياه والصرف الصحي التي تخدم 3.4 مليون شخص، وفي سبتمبر المقبل، ستتوقف منظمة الصحة العالمية عن تقديم الحد الأمني من حزمة الخدمات التي تتيح الرعاية الصحية لستة ملايين شخص.

وفيما تشير هذه الإحصاءات إلى مدى التأزم الكبير في الوضع المعيشي الناجم عن الأزمة الراهنة، تشدد الأطراف الدولية على ضرورة إحلال تهدئة سياسية توقف نزيف الأزمة الإنسانية، كما تتضمن إفساح المجال أمام تكثيف الجهود الإغاثية.