شبكات تمويل الإرهاب.. كيف يتحايل الحوثيون على العقوبات الأمريكية؟

السبت 19 يونيو 2021 16:49:00
شبكات تمويل الإرهاب.. كيف يتحايل الحوثيون على العقوبات الأمريكية؟

فيما يمثل التوسع الأمريكي في فرض العقوبات على الحوثيين محاولة للضغط على المليشيات للتوقف عن إرهابها المتصاعد، فإن الأخيرة سرعان ما ترد إما بمزيد من التصعيد العسكري على الأرض أو الإقدام على خطوات للتحايل على
 العقوبات.

الولايات المتحدة كانت قد أعلنت مؤخرًا فرض عقوبات على أربعة كيانات مالية مرتبطة بإيران وتستخدم كغطاء للدعم المالي للحوثيين، إلا أن المليشيات تحايلت على العقوبات عبر إنشاء شبكات جديدة لتحويل الأموال.

وقالت مصادر اقتصادية إن المليشيات الحوثية أشهرت شركة
 النجوم للتحويلات المالية، وهي تتبع القيادي الحوثي مهدي المشاط، بالإضافة إلى إنشاء شركة الطيف
 للصرافة والتحويلات المالية ويشرف عليها القيادي الحوثي نجيب المهذري، وتستقبل تمويلات قادمة من قطر وإيران، بأسماء قيادات بارزة في المليشيات.

وتتولى هذه الشركات تنفيذ جميع المعاملات والخدمات المصرفية التي تقدمها البنوك من إيداع وفتح حسابات وحوالات خارجية متجاوزة القيود المفروضة على مليشيا الحوثي.

الخطوة الحوثية جاءت بعد قرار أمريكي بفرض عقوبات على أربعة
 كيانات مالية إقليمية، إحداها شركة سويد وأولاده للصرافة، على علاقة بإيران تستخدم كغطاء للدعم المالي
 لميليشيا الحوثي، وبالذات من عائدات بيع وتهريب النفط الإيراني.


وشركة سويد وأولاده للصرافة، التي تتخذ من محافظة صنعاء مقرًا لها، أرسلت ملايين الدولارات إلى مسؤولي الحرس الثوري الإيراني فيلق القدس المنتشرين في اليمن.

وتواجه شركة سويد اتهامات موسعة بأنها واحدة من خمس شركات صرافة، تقف وراء التلاعب والمضاربة بالعملة المحلية أمام
 الدولار.

وأحدثت العقوبات الأمريكية ردود أفعال موسعة، إذ اتجه الكثير من العملاء لسحب ودائعهم من شركات الصرافة، تخوفًا من فرض المزيد من
 العقوبات على هذه الجهات المتورطة في تقديم تمويلات
 مباشرة لدعم الإرهاب الحوثي.


وتعتمد واشنطن على سياسة فرض العقوبات، وتقول إنها تستهدف الضغط على المليشيات ودفعها نحو القبول بوقف إطلاق النار واستئناف المحادثات السياسية بين جميع الأطراف.

وعلى الرغم من أهمية فرض العقوبات على الحوثيين والشبكات المترتبطة بإيران والتي تمول إرهاب المليشيات، فإن التحايل والالتفاف الحوثي على هذه الخطوات يهدد بإبطال مفعولها.

ويرى كثيرٌ من الخبراء أن العقوبات
 المفروضة على الحوثيين ربما لن تدفعهم لتغيير سلوك المليشيات، وأن كبح جماح إرهاب هذا الفصيل يحتاج العمل على ممارسة ضغط عسكري واسع النطاق، باعتبارها الوسيلة التي أثبتت نجاعة في مواجهة التنظيمات الإرهابية على مدار الفترات الماضية.