سر ظهور أعلام القاعدة بالجنوب
رأي المشهد العربي
لم يثر ظهور أعلام تنظيم القاعدة على نقاط عسكرية إخوانية في الجنوب أي استغراب، وذلك بعدما عملت مليشيا الشرعية الإخوانية على إعادة التنظيمات الإرهابية تنتشر على الأرض، بما ينذر بإشعال حرب جديدة وشاملة على الجنوب.
شوهدت نقاط عسكرية إخوانية في محافظة شبوة وهي ترفع شعار تنظيم القاعدة، كترسيخ واضح وصريح لاحتلال التنظيمات الإرهابية أرض الجنوب، في محاولة للقضاء على مكتسبات حققها الجنوب خلال الفترة الماضية.
انتشار عناصر القاعدة لا يقتصر على تهديد على الأرض أو حتى استعراض القوة، لكن الأمر شمل تنفيذ عمليات إرهابية استعرت حدتها في الفترة الماضية سواء في شبوة من اختطافات واعتداءات متواصلة، أو في محافظة أبين التي شهدت قبل أيام تفجيرًا إرهابيًّا استهدف شاحنة تقل عددًا من رجال القوات المسلحة الجنوبية، في هجوم غاشم أسفر عن ارتقاء ثمانية شهداء وإصابة 25 آخرين.
تنشيط تحركات التنظيمات الإرهابية في الجنوب أحد أهم البنود ضمن الأجندة التي وضعتها الشرعية من أجل استهداف الجنوب، عملا على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وذلك من خلال إعادة تموضع هذه التنظيمات التي كانت قد سحقتها القوات المسلحة الجنوبية.
وتطهرت محافظتا شبوة وأبين من عناصر تنظيم القاعدة، في معركة ملهمة خاضتها القوات المسلحة الجنوبية بدعم من القوات المسلحة الإماراتية التي لعبت دورًا حاسمًا في تمكين الجنوب من استئصال هذه التنظيمات، وإفساح المجال أمام استقرار أمني شامل.
ويبدو أن الشرعية الإخوانية تحاول إرهاق القوات المسلحة الجنوبية من جديد في مكافحة الإرهاب ومواجهة التنظيمات المتطرفة، فيما تحاول مليشيا الشرعية الانقضاض - متى تمكنت - على العاصمة عدن، بغية ضرب القضية الجنوبية بأكملها عبر احتلال مركز صناعة القرار الجنوبي.
وفيما تُمثل التحديات الأمنية تهديدًا كبيرًا لمسار القضية الجنوبية، تتعامل القيادة السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي مع الحرب على الإرهاب باعتبارها حربًا وجودية، بحسب توصيف أطلقه الرئيس عيدروس الزُبيدي عندما أكد أن الحرب على الإرهاب مستمرة حتى تحقيق الأمن والاستقرار، حيث قال : لن نتوانى عن مواصلة معركتنا المستمرة ضد الإرهاب حتى اجتثاثه وتجفيف منابعه.
رسالة الرئيس الزُبيدي موجهة للجميع، ومفادها أن القيادة الجنوبية لا يمكنها ترك أرض الوطن تتعرض للاستباحة من قِبل التنظيمات الإرهابية، وأن المجلس الانتقالي - بصفته الممثل الشرعي والوحيد للجنوب شعبًا وقضية - سيظل ملتزمًا بالمحافظة على المكتسبات التي تحققت بل وإنجاز المزيد منها، بما يصون مجريات القضية وصولا إلى محطة استعادة الدولة وفك الارتباط التي ينشد الجنوبيون بلوغها.
ولأن الجنوب شريك أساسي في مشروع مكافحة الإرهاب، فإن المرحلة المقبلة تستلزم أن يحظى بدعم أكبر سواء من قِبل التحالف العربي أو الدول المتحالفة في الحرب على الإرهاب، وذلك لتعزيز قدراته العسكرية دفعًا نحو استئصال خطر هذه التنظيمات التي تهدد المنطقة بأكملها، وهو ما دعا إليه المجلس الانتقالي في وقت سابق، وأوصت به كذلك الجمعية الوطنية للمجلس خلال دورتها الرابعة التي عقدت الأسبوع الماضي.