هجوم صاروخي حوثي على مأرب يعرقل جهود التسوية السياسية
ترجمت المليشيات الحوثية الإرهابية إصرارها على التصعيد العسكري وإفشال جهود الحل السياسي، وذلك عبر هجوم صاروخي جديد على محافظة مأرب.
وأطلق الحوثيون، يوم السبت، صاروخين بالتسيين على مدينة مأرب ما أسفر عن إحداث انفجارين ضخمين هزَّا أرجاء المدينة، دون أن يتم الكشف عن سقوط ضحايا حتى الآن.
ويحاول الحوثيون، السيطرة على محافظة مأرب ذات الأهمية الاستراتيجية كونها تضم عددًا كبيرًا من حقول النفط والغاز، وقد شنّت المليشيات منذ مطلع العام الجاري أكثر من 55 هجومًا صاروخيًّا و12 هجومًا بطائرات مسيّرة على مأرب.
وفيما تشير إحصاءات دولية إلى أن التصعيد الحوثي المستمر خلّف 344 قتيلًا وجريحًا في صفوف المدنيين، فقد زادت المخاوف من أن يؤدي تردي الأوضاع إلى موجات نزوح لمئات الآلاف من السكان.
ويوم الجمعة، طالبت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بوضع حد للهجوم الحوثي في مأرب وجرائم استهداف حياة وأرواح المدنيين.
وقالت المفوضية، في بيان، إنها تحققت من الهجمات الأخيرة التي شنتها مليشيا الحوثي، على مأرب وضربت أحياء وتجمعات مدنية وخلفت عشرات الضحايا في هجومين منفصلين على محطة وقود ومنشآت مدنية ومسجد بمدينة مأرب.
وعلى الرغم من توالي الدعوات الدولية نحو ضرورة الانخراط في عملية سياسية، فإن المليشيات الإرهابية ترفض الاستجابة وتصر على التصعيد العسكري، إذ يرى الحوثيون أن القبول بوقف الحرب يعني الاستسلام.
وفي هذا الإطار، عبّر محمد عبدالسلام كبير المفاوضين الحوثيين والناطق باسم المليشيات، عن انزعاجهم من الأممية والدولية المتكررة بوقف إطلاق النار، معتبرًا أن قبول المليشيات بمبادرات السلام المطروحة التي تتضمن وقف شامل لإطلاق النار في مختلف الأنحاء سيكون بمثابة "الاستسلام" وهو أمر مرفوض وغير وارد في حسابات المليشيات، على حد قوله.
تصريحات القيادي الحوثي مثّلت ردًا سياسيًّا على دعوات متزايدة بضرورة وقف إطلاق النار والانخراط في مفاوضات سياسية مباشرة من أجل وضع حد نهائي للحرب التي تهدد بأكبر كارثة إنسانية على مستوى العالم.
وأقرّ المبعوث الأممي مارتن جريفيث، الأسبوع الماضي، في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن، بفشله في إحداث اختراق نوعي نحو حل الأزمة سياسيًّا، علمًا بأن الأمم المتحدة كانت قد طرحت مبادرة قبل أشهر تتضمن وقف كافة العمليات العسكرية وفتح مطار صنعاء ورفع القيود المفروضة على الموانئ اليمنية والانخراط في مفاوضات جديدة بين أطراف الأزمة وصولا إلى تسوية سياسية شاملة.
وفيما يُحدث التصعيد الحوثي موجات من خيبة الأمل نحو إمكانية وضع حد للحرب والسماح بإدخال المساعدات لتحسين الأوضاع الإنسانية، فإن محللين اعتبروا أن المجتمع الدولي مطالب بتنفيذ خيارات أشد صرامة على المليشيات، تبدأ بتسميتها بأنها الطرف المعرقل لجهود إحلال السلام وإنهاء الحرب.